أسواق الفشل

إشهار كبير وهالة أكبر سجلت قبل دخول الشهر الفضيل بخصوص ما يعرف بأسواق الرحمة ..وكان المواطن ينتظر أن تكون كذلك،أو على الأقل متواجدة  على مستوى البلديات ،حتى تقلل من معاناة اللهث وراء كيس حليب أو "شكارة " سميد ، بيد أن الأمر كان على عكس ذلك، فسجل التحايل ، وظهر التلاعب ،وغابت السلع وحضرالفشل.

جزائريون يعودون أدراجهم خائبين من هذه الأسواق التي لم تفتح أبوابها في أغلب المناطق، ولم يجدوا ما كانوا يبحثون عنه ، فاضطروا إلى العودة إلى الدكاكين والمساحات التجارية الخاصة بحثا عن سلعة مفقودة ، وإن وجدت تباع بأسعار جد مرتفعة. أساسيات مفقودة و أسواق تبحث عن ورحمة رؤساء البلديات والقائمين على شؤونها ؟

مظاهر يقترض أن لا توجد أصلا تلك التي تتحدث عنها تقارير من هنا وهناك ،حيث تفيد أن بلديات تسارع الزمن لفتح هذه الأسواق مكان أسواق جوارية ، وحتى داخل محاشر للسيارات..وهناك من " أميار" هذا الزمن من لم يتمكن حتى من فتح دكاكين ورمضان يدخل ثالث أيامه.

أسواق الرحمة التي تتواجد في قلب المدن ،كما هو حال قسنطينة تغيب عنها السلع التي يضارب فيها محترفون جهارا نهارا على غرار السميد والزيت وحتى اللحوم الحمراء والبيضاء ، ولا حديث عن هذه الأسواق في البلديات النائية ، البعيدة عن أعين الوالي ورئيس الدائرة وأعين المراقبين ..       

رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك مصطفى زبدي قالها صراحة : " أن  قائمة اسواق الرحمة  المعلن عنها في الولايات  تحمل الكثير من المغالطات  وهي تتعلق بأسواق جواريه يومية قديمة لا علاقة  لها برمضان  وتم ادراجها بالقائمة لتضخيم الارقام." ،فالتقارير الواردة من مختلف ولايات الوطن تفيد تعثر هذه الاسواق  التي لم تنطلق في الكثير من البلديات، فما بالك خارج مراكزها ،ما جعل المضاربة هي السيدة  في مواد واسعة الاستهلاك ، وتستخدم بكثرة في مائدة رمضان  على غرار الزيت واللحوم الحمراء والبيضاء والحليب ومشتقاته والبطاطا  حيث تسوق بأسعار مرتفعة جدا.

آخر الكلام.. يبدو واضحا أن الرحمة غابت من قلوب مسؤولي الولايات والبلديات ، كما غابت رقابة وزارة التجارة من خلال ممثليها في الولايات، فكان الفشل ، أما الرحمة فلا وجود لها اليوم سوى في قلوب الغلابى وبعض جمعيات الخير والتضامن وناس الخير عموما

يزيد سلطان