نشر الوعي هو الحل..

لاتزال حملات التهويل  وتأجيج النعرات  وتهييج الرأي العام متواصلة ببلادنا المستهدفة من دوائر خارجية لا تريد الخير لهذا الشعب الأبي ولوطننا المفدى ،الذي رسم خطته نحو بناء الدولة الوطنية وتحقيق الازدهار في كل الميادين ، والتخلص من الرواسب الماضية المشينة مرحليا ،لأن تحقيق التغيير نحو الأفضل يتطلب العزيمة والإرادة الفولاذية ومقاومة أعداء الشعب والوطن، الذين يحاولون في كل مرة استخدام  كل الوسائل الممكنة وفي مقدمتها وسائل التواصل الاجتماعي  لزرع  الفتنة بين أبناء الشعب الواحد .

وفي هذا السياق نحذر  من الانسياق الأعمى  وراء الاثارة  والتهويل الإعلامي  بهدف تهييج الرأي العام  الوطني وتأجيج النعرات ومحاولة خلق التناقضات  بين مكونات  مجتمعنا التي انصهرت فيما بينها على مر التاريخ ،لذلك صار لزاما على كل المؤسسات والنخبة توعية الشباب ومحاربة بعض الظواهر الاجتماعية السلبية التي تقع بين الحين والآخر بين أبناء الشعب ،كما وقع مؤخرا في ولاية البويرة ،إن مثل هذه الظواهر الغريبة تبدأ بفعل فاعل صغيرة لكنها تكبر مع مرور الوقت مثل كرة الثلج اذا لم تجد من يقوم بوأدها في مهدها حتى لا ينتشر لهيبها وتعم الفتنة في البلاد .

ونعتقد أن الجزائر بحاجة اليوم لمن يساهم في بنائها وازدهارها والدود عليها ،كما أنها في حاجة لمن يصون وحدتها ويوحد صفوف شعبها لاسيما أمام التحديات العالمية السائدة ، والشعب الجزائري ليس في حاجة للنقاشات العقيمة والجدل الأجوف ، الذي تضطلع بنشره مواقع  وشبكات التواصل الاجتماعي الذي يصاحب بعض الظواهر الاجتماعية السلبية أو الاحداث المعزولة وما ينجر عنها من مزايدات من شأنها الاضرار بالنسيج الاجتماعي وتهديد السلم  والنظام العام ، وهذا لزرع بذور الفرقة  وإدامة مسببات التخلف وإشغال فئات المجتمع  ببعضها البعض  وتفتيت مكوناته كتمهيد لتفجيره من الداخل ،لتسهل عملية التغلغل فيه  .

آخر الكلام ..لايختلف إثنان بأن وسائل الاستعمار التقليدي القائم على استخدام الجيوش تختلف عن وسائل الاستعمار الجديد الذي يرتكز  على وسائل جديدة أبرزها استعمال التكنولوجيا  لتوجيه الرأي العام والتلاعب به في أي بلد ،وخاصة على مستوى المجتمعات التي لاتزال توصف بالمتخلفة ،وهذا بنشر كل ما يفرق ويخلق البلبلة والفتنة بين أبناء الشعب ويكشف كل ما هو سلبي ويخفي وينتهج التعتيم لكل ما هو إيجابي ،لذلك فإن المعركة اليوم لا تستند إلى القوة العسكرية وحدها إنما تتطلب استخدام كل المنابر الإعلامية والتحسيسية لتوعية أفراد شعبنا بكل فئاته وعلى رأسها فئة الشباب التي تعد في حاجة الى تقوية مناعتها بالتربية والقدوة والتكفل بحقوقها.

نصرالدين دربال