الشمعة الثانية
- الصحفي كلمة رئيس مدير التحرير --
- 2023-01-02 21:33:59 --
في هذا الثلاثاء، تكون صحيفة "عين الجزائر" اليومية قد أكملت
بالتمام سنتها الثانية من مشوارها الإعلامي؛ الذي على قصره، كان حفلا بأحداث
عشناها و عايشناها و واكبناها، و تفاعلنا معها في تجربة لم تكن سهلة.
لم يكن الطريق أمام "عين الجزائر" مُمهدا البتة.. "عين
الجزائر" رأت النور في وقت صارت فيه الصحافة المكتوبة (الورقية)، تواجه مصاعب
و مطبات جمة لا تنتهي، ناجمة في أغلبها عن إفرازات المرحلة الجديدة للاتصال
الرقمي، و الصحافة الالكترونية، تراجعت فيه المقروئية الكلاسيكية، وسط هيمنة
متصاعدة لوسائط التواصل الاجتماعي.
و الحق يقال، أن ميلاد "عين الجزائر"، قبل سنتين، في مثل هذا
الظرف كان مغامرة، بل مجازفة كبيرة مفتوحة على المجهول، لم يكن هناك تقريبا من
شجعنا على خوضها.
كانت الإكراهات و المُثبطات القائمة آنذاك، أكثر إلى حدّ كبير من المحفزات.
كان علينا أن نصدر يوميا على مدى أكثر من ستة أشهر بدون إشهار، أي بدون أية
إيرادات مالية؛ و أن نتحمّل وضعا ماليا صعبا للغاية، مثقلا بفواتير الطباعة و
الأعباء الأخرى التي يفرضها تسيير أي مؤسسة.
"عين الجزائر"، التي يُؤطرها صحفيان متمرسان من الجيل المخضرم:
الدكتور اليزيد سلطان مديرا عاما مديرا للنشر، و محمد مصباح مديرا للتحرير؛ توخت
منذ انطلاقتها خطا وطنيا بقدر ما يحرص على مواكبة مستجدات الأحداث، بقدر ما يحرص
أيضا على مراعاة مصالح البلاد و ثوابت الأمة و القيم الأصيلة للمجتمع الجزائري في
خضم انشغال يومي لا يفتر في رصد و نقل مختلف جوانب واقع المواطن و الوطن؛ حتى تكون
هذه الصحيفة الفتية في مستوى شعارها "عين على الوطن و المواطن"، مع
إيلاء أهمية خاصة للإعلام الجواري.
إن "عين الجزائر"، رغم أنها يومية وطنية، ذات طابع شامل، إلا
أنها تسعى إلى جعل التغطية الإعلامية الجهوية و المحلية في صدارة اهتماماتها و
أولوياتها.
و بالرغم من ضحالة الإمكانات المادية، و قلة صُحفييها و تقنييها، فقد
حرصت"عين الجزائر" على إثراء موقعها الالكتروني، و صفحتها على موقع
التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، حتى لا تكون على هامش التكنولوجيا، و حتى
تكون بالتالي أقدر على أداء رسالتها في تبليغ المعلومة.
و نحن في مستهل السنة الجديدة 2023، يحدونا أمل كبير في غدٍ أفضل تتطهر فيه
الساحة الإعلامية من الدخلاء و المتطفلين الذين أساؤوا أيّما إساءة لمهنة نبيلة،
لم يكن يعنيهم منها، في حقيقة الأمر إلا ما يضعونه في جيوبهم.
أملنا كبير في القوانين و التدابير الجديدة، التي ستعيد تنظيم كل ما يتصل
بمهنة المتاعب، بهدف إعادة الاعتبار للصحفي، بما يشجعه و يحفزه على الاضطلاع
برسالته، و حتى لا تكون الصحافة مهنة من لا مهنة له.
آخر الكلام.. نطفئ هذا الثلاثاء شمعتنا الثانية لنشعل شمعتنا الثالثة، و كلنا أمل في
أن تشعّ ضياءً، ينوّر الرأي العام بالمعلومة الموضوعية الصحيحة، بعيدا عن جلبة
الإثارة المفتعلة، التي كثيرا ما تُفرغ المحتوى الإعلامي من صدقيته و مصداقيته،
بما يضيّع في نهاية المطاف رسالة الصحافة.
محمد مصباح