لأنها رسمت نجوما في قلوبنا.. قرطاج السينمائي يكرم الراحلة يمينة بشير شويخ

لأنها رسمت نجوما في قلوبنا.. قرطاج السينمائي يكرم الراحلة يمينة بشير شويخ


"لقد رسموا نجوما في قلوبنا !" هو عنوان سلسلة التكريمات التي ستقوم بها أيام قرطاج السينمائية 33، والمرتقب أن تجري وقائعها من 29 أكتوبر إلى 5 نوفمبر 2022؛ إذ ستكرم الرواد نساء ورجالا، الذين تركوا بصمتهم الإبداعية في السينما، وتميزوا بالتزامهم وذكائهم؛ لقد أثرت تجربتهم الثرية في جيل كامل. وأُدرج اسم جزائري لامع ضمن هذه المجموعة، ويتعلق الأمر بالمخرجة الراحلة يمينة بشير شويخ (20 مارس 1954- 3 أفريل 2022)، وفقا لما نشرته إدارة أيام قرطاج السينمائية، على صفحتها الرسمية على فايسبوك، إلى جانب أسماء أخرى، حيث سيتم تكريم الفنانين الذين مازالوا على قيد الحياة، كما أولئك الذين فارقوها.

وجا في المنشور: "إننا نشكرهم اليوم؛ لأنهم نجحوا في أن يرسموا نجوما مضيئة في قلوبنا، ولأنهم ظلوا على الدوام أوفياء لمبادئهم، ومحترمين لفنهم يجمع بينهم؛ كونهم أبناء أيام قرطاج السينمائية البررة. سيتم تكريم من فارقونا بحضور ذويهم وأصدقائهم. أما من مازالوا معنا فسيتقاسمون مع جمهور المهرجان، فرحة الاحتفاء بأعمالهم، ليزيدوا، بذلك، من إشعاع هذه الاحتفالية السينمائية العريقة. سيقدمون للجمهور أفلامهم بكل ما تحمله من زخم الذاكرة، وهم حراسها الأمناء".

وشكّل رحيل فقيدة السينما الجزائرية يمينة بشير شويخ عن عمر ناهز 68 سنة، صدمة في الوسط الفني والثقافي في الجزائر، وهي التي كانت نشيطة الحضور في مختلف التظاهرات السينمائية، كما كانت، دائما، بجانب الشباب، من خلال تقديم المشورة والنصح لهم، وكرست حياتها في خدمتهم. كما لم تمنعها أمومتها من مساعدة زوجها المخرج محمد شويخ، من أن تصبح، بدورها، مخرجة فيلم نال حظوة دولية، وهكذا تمكنت من اقتحام عالم تسيَّده الرجال بشكل لافت، وترك المشعل لابنتها ياسمين، التي استطاعت، بدورها، تحقيق النجاح في هذا المجال، من خلال الجوائز التي حصدتها بفيلمها "إلى آخر الزمان".

يمينة بشير شويخ من مواليد 20 مارس 1954 في الجزائر. هي مخرجة وكاتبة سيناريو، بدأت نشاطها سنة 1982، ووضعت أولى خطواتها في السينما في عام 1973، عندما انضمت للمركز الوطني للسينما الجزائرية. وقد شاركت في عدة أفلام سينمائية مغاربية هامة، منها "عمر قتلتو الرجلة" (1976) لمخرجه مرزاق علواش، و"الرياح الرملية" لمحمد الأخضر حمينة (1982). وفي وقت لاحق التحقت بفريق عمل المخرج محمد شويخ، ومن ثم تزوجت به، ورزقا معاً بابن وثلاث بنات. وشاركت معه في صنع عدة أفلام، وهي "القلعة" (1989)، و"يوسف أسطورة النائم السابع" (1993)، و"سفينة الصحراء" (1997)، و"دوار النساء" (2005)، وكذلك أعمال عكاشة تويتة؛ كفيلم “صرخة من الرجال"(1994).

وانتقلت يمينة إلى إخراج الأفلام، فأخرجت فيلم "رشيدة" (2002) بعد أن استغرق إعداده حوالي 5 سنوات لضعف التمويل. تناولت فيه العشرية السوداء بالجزائر، وحقق صيتا دوليا، ونال العديد من الجوائز في عدة مهرجانات. كما رُشح لنيل جائزة "نظرة ما" في مهرجان كان لسنة 2002. وأخرجت فيلما قصيرا بعنوان “لويزة سيدي عمي” سنة 2003، وفيلما وثائقيا "أمس، اليوم وغدا" سنة 2010.