الفنان الإماراتي  القدير حبيب غلوم في حوار  خاص لـ

الفنان الإماراتي القدير حبيب غلوم في حوار خاص لـ" عين الجزائر"..فيلم "وسوسة غراب" تجربة جد مهمة وفي الإمارات لدينا شح في الأعمال السينمائية

تحدث الدكتور والممثل والمنتج حبيب غلوم في حوار خص به "عين الجزائر" عن أحدث أعماله السينمائية "وسوسة غراب" والذي صوِّر بالعاصمة الأردنية ،حيث يجسد الدكتور غلوم شخصية رجل غير متزن وهذا ما يؤثر على علاقته بإحدى الشخصيات الرئيسية في الفيلم،معتبرا تجربة التمثيل بلهجة غير لهجته الأم بعد عمره الفني الطويل صعب نوعا ما على المشاهد، وعن جديده أشار الدكتور والممثل حبيب غلوم أنه قدم أكثر من مشروع للجهات المعنية في انتظار ردهم، أما كممثل فكشف أنه عُرض عليه عدة نصوص لكن هاته الأخيرة ضعيفة، مؤكدا أن الشهر المقبل ستتضح الأمور حول أعماله القادمة.
أعلنت قبل أيام أنك بصدد تصوير فيلم سينمائي بعنوان "وسوسة غراب" بالعاصمة الأردنية، هلا حدثتنا قليلا عن الشخصية التي يجسدها الدكتور حبيب غلوم في الفيلم، وماهي الفكرة التي يطرحها الفيلم خاصة أنك معروف بأعمالك الهادفة والمميزة؟
الفيلم وسوسة غراب هو بالنسبة لي تجربة جد مهمة وذلك لأنها في إطار العمل السينمائي، ونحن في الإمارات لدينا شح في الأعمال السينمائية، أي لا يوجد عمل حقيقي لها، إلا بعض الجهود الذاتية الذي يقوم بها ثلة من المبدعين، لكن للأسف المؤسسات غير معنية بدعم السينما، وهذا الفيلم بالنسبة لي كان تحدٍّ كبير لأنه بلهجة غير لهجتي وأنا قبل 30سنة قمت بأداء دور في مسلسل "جواهر" بالأردن، وكان باللهجة البدوية الأردنية و تم تجسيده جيدا نظرا لتقارب اللهجات البدوية بعضها مع بعض، لكن هاته المرة العمل باللهجة الأردنية، وكان من الضروري إتقانها جيدا ليكون التنسيق بيني وبين باقي الممثلين ولهجتهم، إضافة إلى ذلك أنني أقوم بدور البطولة، وهذه تعتبر فرصة لي للتجريب، لأن التمثيل بلهجة غير لهجتك المعتادة أعتقد أنه في كثير من الأحيان صعب، وأنا بالنسبة لي كانت تجربة صعبة، لأن الممثل يجب أن يركز على أدواته، وبشكل أكثر التركيز على أدائه دون الإنشغال باللغة أو اللهجة أو حفظ الكلام، حتى أنه في الكثير من الأحيان يُعرض عليَّ العديد من المنتجين المشاركة في أعمال غير إمارتية إما سورية أومصرية أي بلهاجتهم، ولحسن الحظ أنني أرفض المبدأ من أساسه لأنني أعتقد أن الممثل في بدايته يمكن أن يتقبل المشاهد لهجته، أما أنا فمنذ 1979 إلى يومنا هذا أي 43سنة من العمر الفني، فأعتقد أن الجمهور من الصعب أن يتقبل الممثل بلهجة غير لهجته الذي تعود عليها، وأنا أخص بالذكر الجمهور الخليجي، فدائما أطرح السؤال على نفسي هل أخوض هاته التجربة أم لا، وشاءت الظروف أن أقوم بهاته التجربة في فيلم سينمائي جُسد بأيام قليلة أفضل من البقاء في التصوير لمدة 60 يوم أو أكثر من أجل إنجاز عمل 30 حلقة بلهجة غير لهجتي، لذلك قررت عدم إعادة التجربة مع كل إمتناني لها والإستحسان والثناء الذي نلته من فريق العمل والمنتج والمخرج الذين سعدوا بمشاركتي، لكن أنا شخصيا تعبت من ناحية التركيز على اللهجة وحتى الأداء.
أما عن دوري في فيلم وسوسة غراب فهو رجل غير متزن لا إنسانيا ولا إجتماعيا ولا حتى أخلاقيا، يدخل في سكة الإدمان، فعلى سبيل المثال أنا في الحقيقة لا أدخن ولا أشرب الكحول لكن طلب منِّي تقمص هاته الشخصية فصحيح أن المشروب هو عبارة عن عصير تفاح ولكن السجائر هي نفسها(يضحك) فأنا في الحقيقة أكره الدخان بشكل كبير.
وهذا الإدمان والإنفلات الأخلاقي والإجتماعي بعيد عن أسرته وأولاده، وأثر كثيرا على مجريات العمل وبشكل مباشر على إحدى الشخصيات الرئيسية وهي إبني"عون" وعلاقتي به، إلى جانب تأثيري بشكل مباشر على كل الأحداث المطروحة في الفيلم.

 

مسلسل " الزقوم " حصد نجاحا باهرا ونيلنا الجائزة الذهبية في مهرجان الخليج  أكبر محفز



حققت مسلسلاتك الرمضانية الفارطة نجاحا باهرا على المستوى العربي، فماذا تحمل أجندة الدكتور غلوم هذه السنة على صعيد الأعمال التلفزيونية؟
بالنسبة لمسلسلات رمضان السنة الفارطة الحمد الله أنتجنا مسلسل "الزقوم"، وحصد نجاح كبير، وحصلنا في مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون الذي يقام كل سنة بالبحرين على الجائزة الذهبية كأفضل عمل درامي، وأكيد نفتخر بهذا النجاح، فأشكر كل من ساهم في نجاح هاته التجربة، كما شاركت كممثل في مسلسل "سنوات الجريش" رفقة الفنانة الكبيرة حياة الفهد بشخصية محورية، لها وقع خاص في المسلسل، والجميل بالموضوع أنني في مسلسل الزقوم كنت مع الحق، وفي سنوات الجريش كنت ضد الحق أي على باطل، فهذه التركيبة من خلال أداء دورين مختلفين في الشكل والمضمون أعتقد أن هذا يعتبر نجاح لأي فنان، والظهور في عملين سواء كممثل أو كمنتج، ونحن نسعى دائما لتقديم شيء مختلف في الدراما التليفزيونية الخليجية وتحديدا الإمارتية، والحمد الله أنا كل تجاربي كمنتج يشهد لها بأنها مختلفة وذات معايير خاصة وإنتاج كبير، فكل أعمالي كمنتج جاءت على شكل كلاسيكيات في زمننا اليوم، فأنا أحاول قدر المستطاع أن أبذل جهدي من خلال نص محكم عميق، ومخرج وإدارة إخراج لها باع طويل ومنهج خاص في الإخراج والعمل الدرامي، وأيضا من خلال إختيار الممثلين الأكفاء الذي نعتز بمشاركتهم.
أما بالنسبة للأعمال القادمة فباقي لرمضان 5أشهر، لذلك الصورة غير واضحة سواء كمنتج أو كممثل، فأنا من بين الناس الذي لا أعمل كثيرا إما عمل أو عملين في السنة، فكمنتج قدمت أكثر من مشروع لأكثر من قناة ومنصة وفي إنتظار الرد، وإذا تمت الموافقة فأنا أعدكم إن شاء الله أن يكون عمل مختلف، وسنعلن عنه، لأننا لا يمكن الإعلان قبل الموافقة من الجهة التي ستكون وراء ذلك العمل، أما كممثل هناك عدة عروض ولكن للأسف النصوص ضعيفة لدرجة بعيدة، ضف إلى ذلك إنشغالنا في الفترة الأخيرة بالأعمال القصيرة التي تحمل 8و 10 حلقات لأكثر من منصة، وبالتالي هذا يأخذ من وقتنا، وأعتقد أنه من بداية شهر ديسمبر ستتضح الأمور بالنسبة لي لأعمالي سواء كممثل أو منتج.
كيف تقيِّم الدراما العربية في السنوات الأخيرة؟
في الحقيقة أنه لا يمكن لأي فنان الحكم على الدراما العربية اليوم، وخاصة أننا بعيدين كل البعد مثلا عن الحركة الدرامية في الجزائر، أو الدول القريبة منها على غرار المغرب، تونس وليبيا وغيرها، لا نعلم ماذا يجري هناك من خلال الأعمال التي تقدم لأنها لا تصلنا، إلا إذا بحثنا عن المنصات ونحن على دراية أن هاته الأخيرة كثيرة، إلى جانب أن معظم الفنانين لا يتابعون وأبعد من تقييم الحركة الفنية حتى في بلدانهم لأنهم يعملون ولا يشاهدون ماذا يقدم على الشاشة التلفزيونية أو من خلال المنصات الموجودة إلا في بعض الأحيان، لذلك من الظلم ومن المجحف الحكم على الدراما العربية ونحن غير متابعين لها بشكل عام فتلك الأعمال هي مجهود الكثير من المبدعين في العالم العربي، فأنا مثلا أستطيع الحكم على الدراما الإمارتية.
وما رأيك بالسينما الإمارتية؟
بالنسبة للسينما الإماراتية أحيانا نجد عمل مختلف بمواصفات سينمائية حقيقية، وبعد ذلك تخبو كل الجهود ولا تصل إلى مستوى تجعلنا القول أن هاته الأعمال تشرف الحركة السينمائية في الإمارات، وأعتقد أن هذا الإشكال موجود في مكان، وهناك شح في الأعمال حيث أن كل سنتين أو ثلاث سنوات نسمع بفيلم على الأقل نستطيع أن نطلق عليه فيلم وأن يرقى التواجد في قاعات السينما، ولكن نتمنى للسينما الإمارتية النهوض وتقديم أعمال هادفة ومؤثرة في المجتمع ويكون لها حراك حقيقي في المجتمع، لأن اليوم هو فن الصورة، والسينما جزء كبير منها يدخل في هذا الفضاء (الصورة) الذي نحن بحاجة لها بالفعل، وللأسف في معظم الدول العربية مازلت السينما تعتمد على الجهود الذاتية دون وجود مؤسسات تدعم فهذا نادرا فقط، و هذه تعتبر إشكالية يجب تخطيِّها.

 

بعيدون عن ما يقدم من أعمال في الجزائر والدول المجاورة لها

 


هل أنت على متابعة للأعمال السينمائية بالجزائر؟ وما هو رأيك بها؟
لا للأسف بعيدين عن ما يقدم من طرف الزملاء المبدعين في الجزائر والدول المجاورة، يمكن في المسرح الأمور واضحة من خلال وجودنا في بعض المهرجانات و دعم الهيئة العربية للمسرح برئاسة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة ودعمه اللامحدود للمسرح، وبالتالي نلتقي كثيرا، ولنا لقاء في شهر جانفي بالمغرب بالمهرجان العربي الذي يتبناه حاكم الشارقة، ويقام كل سنة في دولة عربية، ولذلك تحرص الهيئة العربية للمسرح على وجود أكبر عدد من الفنانين وبالتحديد فنانين الإمارات للتعلم والتداخل مع الثقافات الأخرى، والزملاء في الوطن العربي من المبدعين، لذلك نحن نحن بعيدين عن السينما والدراما في الجزائر والدول المجاورة لأنها لا تصلنا، والمشكلة بوجود كثرة المنصات.