انهيار منزل فوق سكانه بحي باردو قسنطينة

انهيار منزل فوق سكانه بحي باردو قسنطينة

استيقظ سكان باردو صباح يوم الجمعة  الماضي على فاجعة انهيار أحد منازل الحي الواقع بوسط مدينة قسنطينة.

الحادث وقع على الساعة الثالثة صباحا وكاد يودي بحياة عائلة من خمسة أفراد انهار عليها مطبخ الشقة العلوية التي نجت صاحبتها بسبب غيابها عن المنزل ذلك اليوم.

و قال صاحب الشقة السيد (ز.أ) في تصريح لنا: "أحسسنا بهزة في المنزل على الواحدة صباحا واعتقدنا أنه زلزال في بادئ الأمر، نهضنا بسرعة وارتدينا ثيابنا وبقينا متأهبين إلى غاية الساعة الثالثة حين رجعنا إلى الفراش وغفونا للحظة قبل أن نستفيق مفجوعين على وقع الحادثة، ضمت زوجتي أولادي الثلاثة قبل أن أجري  بهم إلى الخارج، لقد نجونا من موت محقق".

 و أضافت زوجته " اتصلنا بالحماية المدنية وعند وصول أفرادها ومعاينتهم للمكان نصحونا بعدم الرجوع للمنزل، لقد قضينا ليلة مرعبة في السيارة وكان الجو باردا ممطرا، وزوجي أصبح ينام في السيارة منذ ذلك اليوم ".

 وأفادنا السيد (ز.أ) بأن كلا من رئيس المجلس الشعبي البلدي ورئيس الدائرة قد قاما بزيارة ميدانية يوم السبت ووعدا بالتكفل بهم وقال " و تمني من المسؤولين أن يوفوا بوعودهم".

 وأما صاحبة الشقة التي انهارت فكان أول ما صرحت به عندما قابلتنا :"لقد سترني الله فقد كنت في زيارة للعائلة تلك الليلة"، كما أعلمتنا السيدة (ع) المتضررة الأولى من الانهيار بأن السلطات لم تستجب لندائهم المستمر، والذي كانوا قد رفعوه منذ الثمانينات من القرن الماضي حين بدأت جدران المنزل بالتصدع، حتى سنة 2007 حين زارتهم لجان السكن وسجلت العائلات، ليتم بعدها ترحيل البعض، إلا أن سكان منزل "العزوني" لازالوا من بين تلك العائلات التي تنتظر آملة أن ترى سكنات جديدة لتسلم من "إرهاب" الانهيارات الذي يترصد بمنازل الحي الهشة.

وأضافت أن مالك المنزل هو السيد "أحمد العزوني" الذي أجّر المكان المتكون من خمس شقق في ستينيات القرن الماضي وكانت هي من أول المستأجرين، عاشت حياتها كلها بهته الشقة برفقة أختها التي توفيت السنة الماضية وقالت "كانت أختي تتمنى أن ترى سكنا جديدا ولكنها توفيت قبل أن يتحقق هذا، لقد وعدتنا السلطات بأن هناك مشروعا خاصا بباردو ولكننا تعبنا من الوعود ومن الانتظار فنحن نموت ببطء" 

وعن الخسائر المادية أفادنا السكان أنها تتمثل في محتويات مطبخين من أواني وأجهزة طبخ تحطمت ودفنت تحت الركام كما أن الكهرباء والغاز منقطعان.

كما أن أربعا من العائلات التي تقطن المنزل لجأت إلى الأقارب بعد الحادث للإحتماء من الخطر مؤقتا حتى تجد لهم السلطات حلا نهائيا، إذ لم يبق بالمنزل إلا عائلة السيد (ش.يوسف) والذي يعاني من شلل كلي وزوجته التي تعتني به لأنهما لا يملكان مكانا يلجآن إليه، لاسيما و أنها يتيمة.

كما صرحت لنا زوجته السيدة (غنية.ف) أن حائط شقتهما متصدع وبدأ في الميلان هذا الشهر ومع الهزات الأرضية والأمطار لن يبقى له الكثير لينهار هو أيضا، كما قالت أنها قامت بترميمه سابقا بعد أن باعت مجوهراتها ، إلا أنها الآن بعد الحادث تخشى أن  تتكرر معها نفس الفاجعة، وهي تقضي ليالي هته الأيام الباردة على ضوء الشموع وتستعمل قارورة الغاز للتدفئة منذ يوم الجمعة بعد انقطاع الكهرباء والغاز.

وعن الحادث قالت بأنها هرعت على الثالثة وعشرين دقيقة حال سماعها صوت الانهيار لتقديم النجدة للجيران، وأن ما تتذكره هو أنها كانت تصرخ برعب " أخرجوا .. دار الجارة رابت" وأضافت "كنت ولا زلت أتخيل، ماذا لو لم تذهب جارتي لزيارة أختها، حيث كان من الممكن أن ينتهي الحادث بمأساة".

ويطالب سكان الحي، الذي صنفت بعض منازله سنة 2009 كمنطقة حمراء، بالتدخل العاجل للسلطات قبل حدوث كارثة أخرى.