التشبث بخدمة الأرض جعلهم يدفعون الثمن غاليا

التشبث بخدمة الأرض جعلهم يدفعون الثمن غاليا


يدفع المواطنون  البسطاء بهذه القرية  ثمن تشبثهم بممتلكاتهم وأراضيهم الفلاحية غاليا، أين حرم سكان المنطقة الاستفادة من أبسط ضرورات العيش الكريم ، فالمتجول عبر مختلف ضواحي هذه القرية ذات الجمال الطبيعي الخلاب يلمح منذ الوهلة الأولى حجم المعاناة اليومية التي يتخبط فيها الأهالي الذين أعربوا لـ "الفجر" عن امتعاضهم واستيائهم مما لحقهم من تهميش ولامبالاة من قبل الجهات المسؤولة على مر السنوات الماضية على الرغم من الشكاوى  العديدة التي تم رفعها لمختلف السلطات المحلية بضرورة التمعن في انشغالاتهم المتعلقة بتوفير كافة متطلبات العيش ، وعلى رأسها الاستفادة من مشاريع التهيئة الحضرية، وكذا مد قنوات مياه الشرب و شبكة الغاز الطبيعي باعتبارها احتياجات لا غنى عنها في حياتهم التي حرموا منها نتيجة غض الطرف عنهم وعدم احتواء انشغالاتهم من طرف مسؤوليهم.

 هؤلاء السكان الذين فضلوا الاستقرار بهذه البقعة النائية لا يزالون يعتمدون على الآبار التقليدية الغير مراقبة صحيا لجلب الماء الشروب، مما يشكل خطرا حقيقيا يتربص بصحة وسلامة هؤلاء المواطنين الذين بح صوتهم من كثرة الاستغاثة بالجهات الرسمية لانتشالهم من هذا الوضع المأساوي الذي يزداد تعقيدا يوما بعد يوم، وذلك أمام تأخر تزويدهم بهده المادة الحيوية على الرغم من انتهاء كافة الإجراءات الخاصة بربط مساكنهم بشبكة المياه الصالحة للشرب، غير أن عملية الضخ لا تزال معطلة لأسباب غير واضحة.

 وهو الوضع الذي أقحم السكان وسط حلقة مفرغة من المعاناة اليومية جعلتهم في حالة استنفار دائم من أجل توفير هذه المادة الكثيرة الاستعمال، السكان وفي معرض حديثهم معنا ابدوا ازدراءهم أيضا من تأخر استفادتهم من شبكة الغاز الطبيعي ،وذلك على الرغم من مقربة المحطة الرئيسية للغاز من مقر سكناهم والتي لا تبعد عن القرية إلا بـ 500 متر لتتواصل بذلك معاناة السكان مع توفير قارورات غاز البوثان التي يتم جلبها من المناطق المجاورة متحملين بذلك أعباء إضافية أثقلت كاهل هذه الأسر المحدودة الدخل وهي الوضعية التي جعلت اغلبهم يلجئون للاحتطاب لسد احتياجاتهم خاصة فيما تعلق بالتدفئة لمجابهة البرودة الشديدة التي تتميز بها المنطقة.