الجزائر ليست بمنأى عن انتشار فيروس

الجزائر ليست بمنأى عن انتشار فيروس "جدري القردة"

حذر مختصون في علم الفيروسات والأوبئة، من إمكانية وصول فيروس "جدري القردة" للجزائر، و اعتبروا أن الجزائر ليست بمنـأى عنه، خصوصا مع انتشار الفيروس ب19 دولة، ودعوا إلى "تشكيل خلايا للمراقبة في جميع أنحاء البلاد" وشددوا على  "الوقاية" التي تعد أفضل طريقة لحماية. 

 

 

الباحث في علم الفيروسات، محمد ملهاق:

جدري القدرة أقل شدة وخطورة من فيروس الجدري المعروف

 

 وفي هذا الصدد قال البيولوجي السابق بمخابر التحاليل الطبية وباحث في علم الفيروسات، محمد ملهاق، إن مرض جدري القردة، أقل شدة وخطورة من فيروس الجدري المعروف،  وأضاف أن مرض جدري القردة، أول مرة يخرج من منطقته بهذا الشكل والسرعة، وأشار إلى أن الفيروس والمرض لدى الحيوان يصبح وباء في حال أصبح لديه قابلية الانتقال بين البشر. 

وأوضح ملهاق، أمس، خلال نزوله ضيفا على منتدى "الشعب أونلاين"، أنه بخصوص  أعراض جدري القردة، فهي تظهر على الشخص المصاب  وتبدأ في اليوم الأول من الإصابة، وفي مرحلته الأولى تكون لديه أعراض مثل الصداع، التضخم في الغدد اللمفاوية، أما في المرحلة الثانية تظهر على الجلد والبشرة طفح جلدي وحويصلات تحتوي على سائل، وأشار إلى أن مدة الشفاء من المرض يكون تلقائيا يكون بعد 15 يوما. 

أما عن الفئات الأكثر عرضة للعدوى بهذا المرض، كشف البيولوجي السابق، أن الأشخاص الأكثر عرضة، الذين لديهم مناعة ضعيفة وأصحاب الأمراض المزمنة، الأطقم الطبية.... 

وفيما يتعلق بكيفية العدوى بمرض جدري القردة، قال ملهاق إنه ينتقل عن الاتصال المباشر ويمكن ينتقل عن طريق اللعاب بكميات كبيرة، أو عن طريق تناول الشخص للحوم الحيوانات المصابة بالمرض، لكن في الوقت ذاته طمأن المتحدث أن انتشاره صعب. 

وعن تاريخ وموطن المرض، كشف ملهاق أن فيروس جدري القردة اكتشف لأول مرة في الدنمارك بمخبر للقردة، وهو فيروس حيواني المنشأ انتقل من الحيوان إلى الإنسان سنة 1970 بدولة الكونغو، وأضاف أن جدري القردة من عائلات الأمراض الجدرية، يستوطن إفريقيا الوسطى والغربية، وسجل وبائين سنتي 1996 و1997. 

أما عن نسبة الوفيات، فقال المتحدث ذاته، إن نسبة الوفيات بهذا المرض، حسب سلالات إفريقيا الغربية تتراوح بين 1 إلى 2 بالمائة، وفي سلالة حوض الكونغو وصلت إلى 10 بالمائة في زمن الوباء. 

وبخصوص كيفية الكشف عن الإصابة بالمرض، أوضح ملهاق، أنه بالإمكان أن يكون هناك حالات إصابة دون أعراض للمرض، وتحاليل "PCR" بإمكانها الكشف عن المرض، وقال أن تحاليل "PCR" وهي من أحدث التحاليل التي توصل إليها العلم المخبري بإمكانها الكشف عن الإصابة. 

وذكر ملهاق أنه بالإمكان أن تكون هناك حالات إصابة تخفي الأعراض، لذا يبقى التشخيص عن طريق تحاليل الأنف من بين الطرق الناجعة في الكشف المبكر عن المرض. 

وطرح الباحث في علم الفيروسات الدكتور محمد ملهاق، تساؤلات بشأن انتشار فيروس جدري القردة في 19 دولة، في ظرف وجيز مقارنة بتركيبتة الجينية المستقرة، وبخصوص توسع انتشار الفيروس، قال ملهاق:" يبقى ذلك واردا بالنظر للتجارب المسجلة في كوفيد 19 ونسخه المتحورة.." 

وتساءل قائلا:" إنه من بين علامات الاستفهام المطروحة، ما تعلق بانتشار جدري القردة خارج منطقة وسط إفريقيا وغربها، وهي منطقة يستوطنها الفيروس منذ سنوات..فانتشار الفيروس في 19 دولة يبقى مبهما، خاصة أن الأبحاث لم تسجل إلى غاية الآن تغير في التركيبة الجينية ما قد يرافقه تغييرات في الانتشار والخطورة". 

وعن احتمالات توسع الفيروس وانتشاره في دول أخرى ، أشار المتحدث إلى التجارب السابقة في انتشار فيروس كوفيد- 19 والنسخ المتحورة، بداية من ظهور الفيروس الأصلي بمدينة يوهان الصينية وتوسع رقعته إلى أغلب دول العالم، والأمر تكرر في ظهور متحور دالتا بالهند وأوميكرون بجنوب افريقيا: كل هذه الدول بعيدة عن الجزائر، غير أن وصول الفيروس إلى الجزائر كان مسألة وقت". 

ويقول ملهاق أن جدري القردة ليس له لقاح، لكن أثبتت الدراسات الوبائية أن 85 بالمائة من الأشخاص الذين لقحوا ضد الجدري المعروف لم يصابوا بجدري القدرة، كما أن الشفاء منه يكون تلقائيا. 

 

الأخصائي في الأمراض المعدية إلياس أخموك:

الجزائر ليست استثناءً

 

من جانبه، حذّر الأخصائي في الأمراض المعدية إلياس أخموك، من أن الجزائر ليست في منأى عن انتشار حالات جدري القردة، بعد تسجيل العشرات منها في عدّة دول من العالم. 

وقال أخاموك في تصريح للقناة الإذاعية الثالثة ، أمس، أنه مع ظهور هذه الأمراض المعدية، من الضروري تشكيل خلايا للمراقبة في جميع أنحاء البلاد، وأكد على أنّ الوقاية هي "السلاح الأول ضد الأوبئة، بما في ذلك جدري القرود الذي أصبح يهدّد العالم". 

وقال في هذا الصدد:"يجب علينا تثبيت نقاط المراقبة على مستوى الحدود الجوية، مثلما فعلنا لمواجهة كورونا. ويجب أيضا تدريب العاملين الصحيين على التعامل مع هذا المرض". 

وحول الشائعات المتداولة حول ظهور الأمراض المعدية، اعتبر أخاموك أنه "ليس من الطبيعي أن نقول إن هذه الفيروسات تصنعها المعامل"، وتابع يقول:"هذه الادعاءات تتطلّب الكثير من الإمكانات، لإجراء تحقيقات متعمّقة من خلال التتبع الجيني لإثبات هذه المزاعم أو نفيها".