مضرة معنويا وماديا تكرّس الطبقية ..اللمجة أسوأ ظاهرة مدرسية يجب إنهاؤها

مضرة معنويا وماديا تكرّس الطبقية ..اللمجة أسوأ ظاهرة مدرسية يجب إنهاؤها

عين الجزائر - إن المؤسسات  التربوية هي الأماكن التي يفترض أن يتأدب ويتخلّق ويتربى  ويتعلم فيها الطفل في كل مراحل دراسته ، المدرسة الابتدائية التي ينفتح فيها على كثير من الأشياء والمظاهر التي يجهلها التلميذ قبل ولوجه هذه المؤسسة ومنها العلاقة بينه وبين أبناء جلدته من غير أبناء الأسرة.

 

لذلك فهذه المرحلة الابتدائية هي الأكثر حساسية في صقل سلوكات الطفل واكتسابه للأخلاق الحميدة التي تضل معه خلال كل مراحل حياته، ولذلك فالمفروض أن ينتبه القائمون على هذه المؤسسات التربوية إلى كل ما يحوّل سلوكي الطفل عن مسار التربية الصحيحة، ومن هذه المظاهر المؤذية لسلوك الطفل التربوي ما أصبحنا نعرفه باللمجة ،وهو ذلك الأكل أو الوجبة التي يأخذها معهم الأطفال من البيت كل حسب إمكانياته وقدرات عائلته على تثمينها والتي تكون بالضرورة مختلفة كمّا ونوعا بين التلاميذ، وبالطبع هذه الأكلة الغير ضرورية والغير أخلاقية في رأيي تصنع الفرق بين أطفالنا،  وتكرّس الطبقية ،هذا الفرق الذي يجب أن ينعدم في شعور أبنائنا التي تغذيه هذه الظاهرة، فالتلاميذ يجب أن يعيشوا ظروفا متشابهة وقريبة من بعضها لأنهم جيران في المدرسة وفي القسم وفي الطاولة، فإذا كان أحدهم يأكل ما لذّ وطاب من حلويات وفواكه وأطعمة وزميله قريبا منه لا يقدر مما يأكل هذا على شيء، فكيف نطلب منه أن يكون هذا أخوه يحبه ويتعاون معه ويضحي من أجله كما أمرنا ديننا الحنيف، فالمدرسة هي مؤسسة للتربية والتعليم وليست للأكل والتسمين، وقد شاهدت في إحدى قنواتنا التلفزيونية أن رجلا يشتكي من تكاليف هذه الظاهرة قائلا أن المصروف اليومي لثلاثة أطفال هو 600دج أي بمعدل 200دج للتلميذ الواحد، والسؤال هل هؤلاء الثلاثة في حاجة فعلا غذائيا وصحيا لهذا المبلغ دون بقية أفراد العائلة؟. وكيف عن بقية زملائهم في المدرسة؟.

لقد أنشأت الدولة المطاعم المدرسية لتسوي بين كل الأبناء وتسد ثغرة الجوع التي قد يتعرض لها البعض وتوحيد بين مشاعر الأطفال ونظرتهم لبعضهم، ومن المؤكد أن هذه الأكلة قد زادت من معاناة بعض الأسر وخاصة الأمهات اللواتي لا يستطعن توفيرها لأبنائهن مثل الأطفال الآخرين، وتصور مشاعر الأم ومشاعر الأسرة بأكملها تجاه هذه الظاهرة.

أعتقد أن هذه الوجبة  مضرة معنويا وماديا ولا ضرورة لبقائها، فعلينا أن نأخذ في شأنها قرارا نضمن به محبة أبنائنا لبعضهم، وننهي نظرة السخرية والتعالي لبعضهم ولا نصنع مجتمعا تنطبق عليه هاتين البيتين.

     إن الدراهم في المواطن كلها 

                              تكسو الرجال مهابة وجمالا

فهي اللسان لمن أراد فصاحة

وهي السلاح لمن أراد قتالا