مسرحية ( سري للغاية ) للكاتب جمال باشا..عندما تكتشف مؤامرة خذلان غزة أدبيا
- الصحفي رحموني لخضر --
- 2024-11-11 --
- 22:34:51
عين الجزائر - أصدرت مؤخرا عن دار ساجد
للنشر و التوزيع ببسكرة مسرحية ( سري للغاية )
من توقيع رجل التربية و التعليم و الكاتب الصحفي السابق في عدة جرائد وطنية
الأستاذ جمال باشا .
هذا العمل الأدبي يعتبر آخر إصداراته
بعد سلسلة من الإصدارات المختلفة . تقع المسرحية في ثلاثة فصول و كل فصل يتألف من ثلاثة
مشاهد.،العنوان يحيل قارئ هذا العمل الإبداعي
مع تيمية صورة الغلاف المختارة بدقة إلى أن مضمونه عبارة عن أحداث غاية في الخطورة
،مثل جريمة بوليسية متشعبة الأذرع و المواقع ، أو اكتشاف عصابة إرهابية دولية تنخر
جسد الوطن،أو محاولة تسجيل أسرار دولة معتدية
تسعى لضرب الاستقرار،أو حتى فصول برنامج انقلاب عسكري مخطط للحدوث قريبا..لكن ما أن
تشرع في ولوج عالم المسرحية حتى تكتشف بأنها مسرحية سياسية تاريخية تتحدث عن كل هذه
المخططات و المؤامرات الدنيئة و لكن بأسلوب أدبي راق زاده جمالا الحنكة في التشويق
،و أنها توثيق صادق لأكبر جريمة إنسانية في العصر الحديث تتناول طريقة الشروع في بيع
القضية الجوهرية لأمتنا العربية و الإسلامية من جديد ،و التي لا يزال جرحها ينزف و
هي قضية فلسطين ..و إذا كان كل واحد يحاول التأريخ و الكتابة عن طوفان الأقصى الذي أوقف مثل هذه المهازل
و أسقط الأقنعة عن الممثلين الحقيقيين لمأساة الشعب الفلسطيني بتجويعه و تدمير بنيته
التحتية في قطاع غزة كل بطريقته الخاصة ،كالمحللين الإعلاميين و الشعراء و رجال السياسة
و علم الاجتماع و الفنانين في مختلف مجالات الإبداع، فإن الكاتب جمال باشا فضل الاقتراب
من عالم الأدب و صنع من المعاناة مسرحية حتى يفضح على خشبة المسرح أمام الجمهور و جهارا
ما كان يبرمج في الغرف المظلمة ،و ليفهم الجيل القادم الحقيقة المغيبة التي أدت إلى
اشتعال المنطقة لتحقيق أمنية إسرائيل الأبدية و هي السيطرة على الأراضي بالتوسع و الاغتصاب
بتشجيع من العالم الغربي و صمته الرهيب ، و هوان العالم العربي و خذلانه ..و حتى لا
يقع المؤلف في آفة السرد التاريخي و الأسلوب التقريري و الخطابي.ركز على أسلوب الحوار
بين شخوص المسرحية – حتى و إن كانت في بعض فقراتها طويلة -،و التنوع في الأسماء التي
وظفها واختار لها رموزا ترتكز على دلالات مستمدة من التاريخ العالمي والإسقاطات من
التراث العربي و الإسلامي لشخصيات و مناطق
يمكن تأويلها حسب السياقات بهدف الابتعاد عن كل الشبهات المحتمل وقوعها داخليا،و
كذا تحاشي السقوط في فخ المآزق الديبلوماسية بين الدول مستقبلا .
مسرحية ( سري للغاية ) عمل يحتاج إلى
مخرج قدير لتأثيثه بحنكته الفنية خاصة على مستوى الديكور و الإضاءة و الألبسة المتنوعة
لتقدم دلالاتها المقصودة للمشاهد بكل سهولة ،و المؤلف فكك بعض رموزها بتوضيح البيانات
التاريخية - خاصة في هذه الفترة التي تمر بها القضية الفلسطينية و الكاتب قد أهدى نصه
إلى (إلى رجال المقاومة في قطاع غزة دون غيرهم؛ لأنهم قرؤوا وفهموا وطبقوا مقولة أحد
الأحرار "انهضوا أيها العبيد؛ إنكم لا ترونهم كبارا إلا لأنكم ساجدون" وبفضل
ثورتهم المباغتة؛ عرف من ظل لا يعرف الوجه الآخر للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها
من الدول الغربية والعربية بما فيهم مختلف المنظمات العالمية) – من أجل تجسيدها على
الركح ،و هي تمتاز في بعض المشاهد و اللقطات بالسخرية الهادفة و لغتها البسيطة الهادفة
،إنها أغلى هدية يمكن تقديمها لكسر الحصار ،و إسقاط مبادرات التطبيع بكل أوجهه الثقافية
و السياسية .
و كما أشار الدكتور شارف عامر في تقديمه
للمسرحية ( إنها تهدف – بصفتها رسالة إلى الجمهور - إلى مطارحة تاريخية بإسقاطات حية على الواقع ربطت
بين الشخصيات و الأحداث و المكان و الزمان و الظروف ،بلمسات فنية معتمدة على التاريخ
و الحكي و المقابلات ،و تخيلات أديب مبدع ، نسج خيوط مسرحيته بأمانة و عمق ،معبرة عن
قلقه ).
للإشارة، فإن الكاتب جمال باشا ـصدر
بعد تقاعده من قطاع التربية عدة أعمال أدبية منها:الوجه الأخر للتربية و التعليم ـ
الصريح - بلا حدود -المنعطف السابع- ليلة كنت
رئيسا للجمهورية .