قسنطينة تستعيد فن العرائس بعد سنوات من التراجع بمهرجان دولي وبرسائل الأمل والفرح من غزة
- الصحفي صبرينة بن خريف --
- 2024-12-20 --
- 20:10:40
عين الجزائر - استعادت مدينة قسنطينة فن العرائس بعد سنوات من التراجع، من
خلال مهرجان دولي افتتح فعالياته مساء أول أمس بالمسرح الجهوي الحاج محمد الطاهر
الفرقاني. المهرجان، الذي يأتي تحت شعار "نصنع التميز من أجل أطفال
غزة"، يسلط الضوء على هذا الفن التراثي والتربوي بمشاركة دولية واسعة، فيما
اختيرت فلسطين ضيفة شرف لهذه الدورة.
وافتتح
المهرجان بعرض "الأميرة ياقوتة" وأداء أغنية "قسنطينة هي
غرامي" باستخدام الدمى، قدمتها إحدى متربصات ورشات فن العرائس.
كما شهد اليوم الأول عرضاً حكواتياً
بتقنيات العرائس على الطاولة من تقديم تونس، وانتهى بتكريم عدد من الفنانين
البارزين في هذا المجال، مثل عبد الله حملاوي، عمار سيمود، وميسوم مجاهري، إلى
جانب بشير باصودة من أدرار، حبيبة جدوبي من تونس، وفنانين آخرين من العراق وفرنسا.
من جهته، عبّر الفنان الفلسطيني عن أسفه لعدم تمكنه من حضور المهرجان بسبب الأوضاع في بلاده، ووجه رسالة مؤثرة أكد فيها أن صناعة الدمى أصبحت وسيلة للتعبير عن معاناة الفلسطينيين وأداة لخلق لحظات فرح للأطفال في المخيمات. وأشار إلى أن الدمى المصنوعة من مخلفات الحرب باتت الأقرب لقلوب الأطفال والكبار، قائلاً: "أصبح تطوير فن الدمى مسؤولية اجتماعية ونفسية تساهم في الفرح والتعليم والإسعاف النفسي الأولي".
ويتواصل
المهرجان إلى غاية 23 ديسمبر بتنظيم ثلاث جمعيات محلية: الرابطة الثقافية والعلمية
لقسنطينة، الجمعية الوطنية لمسرح العرائس، والجمعية الثقافية لدار الشباب أحمد
السعدي. وتهدف هذه الجمعيات إلى استعادة مكانة هذا الفن في عاصمة الشرق الجزائري
عبر برامج تدريبية وتحضيرات مكثفة.
وشملت ورشات
العمل المتزامنة مع المهرجان تقنيات متعددة مثل مسرح العرائس بالخيوط، العرائس
العملاقة، التلاعب بالقفازات، وتصنيع الدمى بإشراف خبراء محليين ودوليين. وقد أوضح
مدير الثقافة والفنون لولاية قسنطينة، فريد زعيتر، أن هذه الفعالية تُعد فرصة
لإعادة إحياء هذا الفن وتعريف الجيل الجديد به، مشيراً إلى أن فن العرائس يشكل
قيمة ثقافية وتربوية عميقة ويعتبر وسيلة فعالة للتواصل والإبداع.
وفي هذا
الصدد أكد مدير الثقافة والفنون لولاية قسنطينة، فريد زعيتر، في تصريح لعين
الجزائر ، أن المسرح الجهوي محمد الطاهر الفرقاني يحتضن اليوم فعاليات الأيام
الدولية لفن الدمى، برعاية وزير الثقافة والفنون ووالي ولاية قسنطينة. وأوضح أن
هذه التظاهرة الثقافية تزامنت مع فترة العطلة الشتوية المخصصة للأطفال، بهدف توفير
أجواء ترفيهية وتعليمية في آن واحد.
وأشار زعيتر
إلى أن الفعالية ستشهد مشاركة واسعة من دول عربية وأجنبية، منها تونس، الصحراء
الغربية، العراق، وإسبانيا، حيث ستُقدم عروض متنوعة تمتد من 20 إلى 23 من الشهر
الجاري. وأضاف أن الحدث لا يقتصر على العروض فقط، بل يشمل أيضاً ورشات تكوينية
تهدف إلى تعريف الجمهور، وخاصة الأطفال، بفن الدمى وترسيخ مكانته في المشهد
الثقافي للولاية.
وختم بالقول
إن هذه الأيام الدولية تعد فرصة لتعزيز التبادل الثقافي بين الدول المشاركة،
وتطوير المهارات الفنية المحلية في هذا المجال الفريد.