قسنطينة تحتفي باليوم العالمي للغة العربية بندوة ثقافية حول الترجمة و تأثيرها على اللغة

قسنطينة تحتفي باليوم العالمي للغة العربية بندوة ثقافية حول الترجمة و تأثيرها على اللغة

عين الجزائر - نظمت المكتبة  العمومية مصطفى ناطور بباب القنطرة في قسنطينة،  صبيحة يوم الخميس ، ندوة ثقافية بعنوان "الترجمة و احتكاك اللغة العربية باللغات الأجنبية"، بحضور نخبة من الباحثين والمثقفين .

 

 

 و في كلمة ترحيبية ألقتها مديرة المكتبة، وافية درواز، التي أشادت بدور اللغة العربية كرمز للهوية الحضارية، مشيرة إلى أن الترجمة تعد أداة محورية لتعزيز التواصل الثقافي، طرحت المديرة تساؤلا حول ما إذا كانت الترجمة تضعف اللغة العربية أم تعززها، وهو التساؤل الذي شكل أساس النقاش في هذه الفعالية.

 

 وسلطت الدكتورة عليمة قادري  الضوء على التاريخ الطويل للترجمة في العالم العربي، حيث لعبت دورا محوريا خلال العصر الذهبي للحضارة الإسلامية في إثراء اللغة بمفاهيم ومصطلحات جديدة، نقلت من لغات كاليونانية  والفارسية والهندية. كما تطرقت إلى التحديات التي واجهت الترجمة في بداياتها، مستشهدة بإسهامات الجاحظ وصلاح الدين الصفدي في وضع قواعد تساعد المترجمين على تحقيق التوازن بين أمانة النص الأصلي ومتطلبات اللغة الهدف.

وأوضحت أن المترجم الناجح لا بد أن يمتلك فهما عميقا للغتين وثقافتيهما، بالإضافة إلى قدرة على تحليل النصوص بما يحفظ دلالات الألفاظ وجوهر النص دون الإخلال بشكله أو مضمونه.

وفيما يخص النصوص المقدسة، أكدت قادري أن ترجمة القرآن الكريم تظل تحديا كبيرا بسبب بلاغته التي تعجز الترجمة عن نقلها بدقة، استشهدت بقول جاك بارك، أستاذ السوربون، الذي أقر بعجزه عن تحقيق الترجمة المثالية رغم محاولاته المتكررة. أما الشعر، فقد ناقشت قادري صعوبة نقله إلى لغات أخرى دون أن يفقد وزنه وإيقاعه، مما يقلل من تأثيره الجمالي.

واعتبرت أن الترجمة الإبداعية قد تشكل حلا في بعض الحالات، حيث تتجاوز النقل الحرفي لتقدم نصا جديدا يحمل روح الأصل.

اختتمت الندوة بالتأكيد على أن الترجمة رغم صعوباتها تظل أداة ضرورية للتقريب بين الثقافات ونقل المعارف، مع التحذير من إغفال أهمية الحفاظ على اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، بما يتماشى مع قواعدها وثقافتها، لضمان استمرارها كوعاء للهوية وقيمة حضارية لا غنى عنها.