أساتذة جامعيون، وقياديون سياسيون يؤكدون لـ

أساتذة جامعيون، وقياديون سياسيون يؤكدون لـ"عين الجزائر":"طوفان الأقصى زعزع العالم، والجزائر أحدثت حراكا دبلوماسيا قويا دفاعا عن فلسطين"

أكد عدد من  الأساتذة الجامعيين، وقياديين سياسيين، أن طوفان الأقصى الذي يصادف اليوم الذكرى الأولى له، أعطى دفعا أخر للمقاومة، وضخ دماء جديدة بها، مكنت من زعزعة الكيان الصهيوني، كما أعطى منحا جديدا للقضية الفلسطينية، من خلال قوة مرافعة الدبلوماسية الجزائرية، ودعم الرأي العام العالمي، وكذا قرارات محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية، ما جعل الكيان الصهيوني يعيشا وضعا خطيرا وانقسامات في بنيته السياسية الداخلية، وهجرة لمستوطنيه نحو الدول الغربية.

 

أستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، نبيلة بن يحي: طوفان الأقصى غير المشهد العالمي، و الجزائر قادت حراكا دبلوماسيا قوي ومميزا دفاعا عن فلسطين".

وفي هذا الصدد،  قالت أستاذة العلوم السياسية و العلاقات الدولية بجامعة الجزائر، والمحللة السياسية، نبيلة بن يحي، إن اليوم تمر سنة على الطوفان الاقصى، وهي سنة شهدت فيها المقاومة الفلسطينية موقفا نوعيا، سياسيا، وعسكريا في نضالها المستمر ضد الكيان الصهيوني، هو دليل على قوة المقاومة لمجابهة هذا الكيان، رغم عدم التكافؤ بين الطرفين،  فالكيان مدعوم لوجيتسيا واستراتيجيا من طرف مجموعة من الحلفاء، سواء الولايات المتحدة الأمريكية، و المجموعة الأوروبية والأخرين، لكن رغم هذا المقاومة لازالت مستمرة .

وأضافت بن يحيى،  في تصريح ل"عين الجزائر"، أن استمرار المقاومة، دليل على أن المقاومة تنتهج نهجا حكيما، وليس فقط بالنسبة لفصيل سياسي معين كما يعتقد الكيان الصهيوني، بل هي مقاومة متجذرة داخل الشعب الفلسطيني بكل أطيافه وبكل مناطقه من غزة ومن الضفة الغربية ومن مختلف المناطق الأخرى.

الكيان الصهيوني يعيش اليوم إرباكا كبيرا وانقساما داخليا

وترى أستاذة العلوم السياسية و العلاقات الدولية، أن الكيان الصهيوني يعيش اليوم إرباكا استراتيجيا، ولدى نشاهد هذه الهجمات الصهيونية على دول عربية وغير عربية، وتحديدا لبنان سوريا، وهذا الارتباك -تضيف-جعله يقوم باغتيالات سياسية لبعض القادة الحركات المقاومة، كرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر، إذا أنه من بمنظور الكيان الصهيوني، فإن اغتيال رموز المقاومة هو حصار لهذه المقاومة، سياسيا ولوجستيا، لكن هذا الكيان تفاجأ أن هذه الاغتيالات لم تزد المقاومة في فلسطين وفي لبنان وفي مناطق أخرى إلا عزما على المواصلة.

 

الجزائر استعملت كل الوسائل القانونية و الدبلوماسية للدفاع عن فلسطين في المحافل الدولية

وأكدت أستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، على الدور الكبير الذي لعبته الجزائر على كل الأصعدة، لدعم القضية الفلسطينية، وإبراز حق الشعب الفلسطيني، وفضح جرائم الكيان الصهيوني الغاصب، ولعبت دورا كبيرا في محاولة إدانة الكيان المجرم عن جرائم الفضيعة التي ارتكبها في حق الشعب الفلسطيني.

 وأشارت بن يحيى إلى استعمال الجزائر في وقوفها مع فلسطين، كل الطرق القانونية و الدبلوماسية، إذ اقامت حراكا دبلوماسيا قويا في مجلس الأمن باعتبارها عضو غير دائما فيه، لتغير هذا النهج السياسي و القانوني حتى يكون هنالك قرار فاصل في مسالة هذه الحرب غير المتكافئة بين طرفين.

وذكرت بعدد الجلسات التي قامت بها الجزائر في هذا الإطار، وكلها جلسات استثنائية وطارئة ومتواصلة من اجل وقف فوري لهذه الحرب الوحشية الإرهابية على الأراضي المحتلة و على الشعب الفلسطيني وعلى قطاع غزة تحديدا.

وترى المتحدثة أن الجزائر رافعت منذ بداية العدوان الصهيوني، بصوت مسموع وقوي، من أجل إصلاح قوي وفوري لمجلس الأمن، حتى يستطيع هذا المجلس أن يوازن في قراراته.

وأكدت بن يحيى أن الجزائر عملت بكل ما تخوله لها لوائح الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ورافعت بكل قوة طيلة الأشهر الماضية، وفق هذا الهيكل الذي تتواجد به، قانونيا ودبلوماسيا، وسياسيا، وحاولت بكل هذه الطرق التعريف بخطورة الوضع داخل الأراضي المحتلة، وأشارت إلى أن الجزائر دعمها للقضية الفلسطينية ليس وليد اليوم أو الأمس القريب، إنما منذ بداية الاحتلال الصهيوني، وما قدمته الجزائر خدمة لهذه القضية لم تقدمه أية دولة أخرى.

وأكدت بن يحيى، أن الجزائر تسعى جاهدة لأن تكون فلسطين عضوة دائما في هيئة الأمم المتحدة، وهذا يعتبر ضربة استراتيجية، قانوني، سياسية ودبلوماسية للكيان الصهيوني.

 و اعتبرت المحللة السياسية، أن هناك مشهدان اليوم ما بعد طوفان الأقصى، فرغم أن هناك مشهد مأساوي  يعيشه الشعب الفلسطني، لكن في الوقت نفسه، أخذت المقاومة منحى آخر وجديد، كذلك القضية الفلسطينية اخذت منحى جديد، من خلال قوة المرافعة الدبلوماسية التي قدمتها الجزائر وبعض الدول كجنوب افريقيا، ودعم الراي العام العالمي، وكذا قرارات محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية، وحتى بعض مواقف الأمين العام للأمم المتحدة، ومن بينها دعوته اليوم لوقفة عالمية تضامنية لكل عمال العام تضامنا مع العمال الفلسطينيين الذين استشهدوا، وهذا بدوره اسماع لهذه القضية ولما يعانيه الشعب الفلسطيني.

أما المشهد الآخر-تضيف بن يحي- وهو الوضع الخطير الذي أصبح اليوم الكيان الصهيوني يعيشه، في بنيته السياسية الداخلية، من انكسارات و انقسامات داخلية بين تياراته المتعددة، و بين حتى قادته ومسؤليه، إضافة إلى انعكاس آخر جد سيئ على الكيان الصهيوني حققه طوفان الأقصى، و هي هجرة مستوطني الكيان الصهيوني نحو الدول الأوروبية و الولايات المتحدة، و ما لذلك من ضربة قوية لهذا الكيان.