الدرس الإيراني..


لا شك في أن الهجوم الواسع و غير المسبوق، الذي نفّذته إيران بعشرات المسيرات والصواريخ ليلة السبت إلى الأحد، ضد إسرائيل، جاء بالأساس ردا على الهجوم الصاروخي العدواني، الذي شنته دولة الاحتلال ضد القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق مطلع أفريل الجاري، و الذي أسفر عن اغتيال 7 من الحرس الثوري، بينهم الجنرال البارز محمد رضا زاهدي.
و يمكن القول، أن أهم رسالة لردّ إيران العسكري، هي أن إيران قادرة ليس فقط على الردّ، و إنما قادرة أيضا على أن تضرب إسرائيل في عقر دارها، حتى و إن كانت هذه الضربة  معلنة سلفا و محدودة، ما أفقدها بالتالي عنصر المباغتة و جعل المسيرات و الصواريخ الإيرانية أهدافا لاعتراضات الكيان الصهيوني و حلفائه الغربيين المتواجدين بالمنطقة( الولايات المتحدة، بريطانيا و فرنسا).

 

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية، محمد باقري، الأحد الماضي، أن الهجمات العسكرية لبلاده على الكيان الصهيوني "جاءت ردا على إجراء كان ينبغي الرد عليه"، معلنا أن "العملية انتهت وكانت بمثابة عقاب".

وبدورها أكدت الخارجية الإيرانية أن "طهران في الوقت الذي تؤكد مجددا التزامها بمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي فهي مصممة على الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها ومصالحها الوطنية أمام استخدام القوة بشكل غير قانوني والعدوان عليها".

الكيان الصهيوني، حاول توظيف الهجوم الإيراني، سياسيا ودبلوماسيا ليظهر بمظهر الضحية لاستجداء التعاطف الدولي الذي كان قد فقده على مدى أكثر من ستة أشهر من حربه الإبادية على الشعب الفلسطيني، مهددا في الوقت نفسه بالردّ عسكريا على الهجوم الإيراني. غير أن طهران أبدت موقفا حازما من التهديدات الجديدة للكيان الصهيوني، و

أكد الرئيس الإيراني آية الله إبراهيم رئيسي، أن أي مغامرات صهيونية جديدة ستقابل برد أقوى وأكثر حزما، وقال إن إيران تعتبر أن السلام والاستقرار في المنطقة المحيطة ضروريان لأمنها الوطني، ولم ولن تدخر جهدا لاستعادة السلام والاستقرار والحفاظ عليهما.

وكان مجلس الحرب لدى الكيان الصهيوني، قد فوض نتانياهو ووزير دفاعه بالتحضير لأي ردّ عسكري محتمل على إيران، بالرغم من إعلان الرئيس الأمريكي رفضه إقحام بلاده في ردّ من هذا القبيل بالنظر إلى خطورة انعكاساته على الأوضاع المتفجرة في المنطقة.وأشار الرئيس بايدن في حديثه مع نتنياهو في ساعة متأخرة من مساء السبت إلى أن أي رد إضافي لن يكون ضروريا، كما أن عددا من كبار المسؤولين الأمريكيين أبلغوا نظراءهم بأن الولايات المتحدة لن تشارك في أي هجوم ردا على الضربات التي وجهتها إيران لإسرائيل.

وأكد جون كيربي كبير المتحدثين باسم الأمن القومي في البيت الأبيض إن الولايات المتحدة لا تريد الحرب مع إيران. وأنها لا نسعى إلى تصعيد التوتر في المنطقة، ولا تريد أن يتسع نطاق الصراع.

 

آخر الكلام ..إن الكيان الصهيوني أدمن العدوان، فهو ما زال يواصل عدوانه على المدنيين الفلسطينيين العُزل وعلى بلدات وقُرى جنوب لبنان، وهو يخطط حاليا بالموازاة مع ذلك، لمهاجمة إيران، بما قد يغرق كامل المنطقة في مواجهات عسكرية كبرى متعددة الجبهات.

محمد مصباح