ناقص فرح

عيد هذا العام عاد وحال أهالينا في غزة وفلسطين يعيشون حرب إبادة وتجويع وتشريد غير مسبوقة في تاريخ البشرية ..والجزائر الوقفة برئيسها وسلطاتها وشعبها مع فلسطين ظالمة أو مظلومة كانت عيدها ناقص فرح ، ولم يتذوق طعمه حتى الصغار الذين صاروا يتابعون معاناة إخوانهم في غزة تحديدا ،وهم يموتون بالقصف والجوع والتغطرس الصهيوني بدعم من الشريك الأبدي للصهاينة الملاعين أمريكا..

نعم عيد هذه السنة عاد بحال مملوء بالأسى والحزن، ولم تحدث الهدنة المنشودة وواصل الصهاينة قصفهم وقتلهم للمدنيين وموظفي الإغاثة والنساء والأطفال ، وهم الجبناء الذين يخشون المواجهة المباشرة مع رجال المقاومة الأشاوس ..فالعيد لم يكن له طعم ونحن نتابع طفل صغير يموت جوعا وامرأة تبكي استشهاد أطفالها الثلاثة يوم العيد، ورئيس حركة حماس هنية المغوار يفقد كل أبنائه الثلاثة وأربعة من أحفاده صباح العيد ، وهو يزور المصابين في إحدى المستشفيات ..

آلة القتل والتشريد والتدمير الصهيوينة متواصلة وجبناء العرب من المطبعين  في سبات بل في تنويم مغناطيسي صهيوني – أمريكي يرفض أن يزول لأنهم ألفوا الذل والهوان ويخشون من أن يفقدون عروشهم الملطخة بدماء الأبرياء في فلسطين واليمن ...

نعم عيد هذه السنة أفسد طعمه الصهاينة الملاعين وحلفائهم في الغرب ومعهم جبناء العرب المطبعين .. فلا شيء يفرحنا في الجزائر الجديدة وأبناء الشعب الفلسطيني يموتون ويقتلون ويشردون  ويجوعون يوم العيد..الجزائريون الذين يعرفون أكثر من غيرهم معنى الاستعمار وغطرسته والذين دفعوا أزيد من5 ملايين ونصف المليون من الشهداء فداء للوطن، يدركون أيما إدراك ما يعيشه الفلسطينيون اليوم ، وهو ما يجعل فرحة العيد ناقصة بالنسبة لهم ، حتى ولو أن المناسبة مقدسة لديهم باعتبارها واحدة من أهم أعياد ومقدسات المسلمين..

آخر الكلام ..الجزائر الجديدة الواقفة والصامدة والثابتة بمواقفها  وبمرافعاتها داخل مجلس الأمن، لن يهدأ لها بال حتى تحقق المبتغى في رؤية فلسطين عضو دائم في الأمم المتحدة ومستقلة بعاصمتها القدس ، حينها يعود العيد بأحسن حال .

د. يزيد سلطان