الفيتو واللعنة ..

كما كان منتظرا استعملت الولايات المتحدة الأمريكية حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي لمنعه من إصدار قرار يلزم الكيان الصهيوني بوقف عدوانه الهمجي على قطاع غزة، مع امتناع الحليف الثاني لآل صهيون بريطانيا عن التصويت.

مساء أول أمس الجمعة ، كان زميل صحفي قد أشار في نقاش حول الوضع في غزة أن احتمال وقف الحرب صار كبيرا ، وان مجلس الأمن هذه المرة قد يضع حدا للغطرسة الصهيونية ، وكانت إجابتي لا تتسرع يا صديقي فالولايات المتحدة ستستعمل حق النقض، من منطلق أن كل ما يحدث في الساحة الفلسطينية اليوم بتخطيط صهيوني – أمريكي وتأييد بريطاني ودول غربية بدرجات.

من دون شك أن اللعنة ستلاحق الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها بايدن وأن التاريخ سيسجل تواطؤ بلد العم سام مع الصهاينة الملاعين في إبادة شعب وقتل الأبرياء  وأن ما يسيل من دماء  الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين في قطاع غزة  وخارجها على يد قوات الاحتلال  ما كان ليتواصل  لولا سياسة الأمريكان  المخزية  ومساندتهم  للعدوان الهمجي على الشعب الفلسطيني أمام مرأى العالم .

لا أحد اليوم حتى في قلب أمريكا ذاتها ينكر أن الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولة عن كل قطرة دم تسيل في حرب غزة وأنها مشاركة في الحرب بعدوان غير أخلاقي وظالم وانتهاك صارخ لكل القيم والمبادئ الإنسانية والقوانين الدولية

المقاومة الباسلة في غزة والضفة وفي كل فلسطين أربكت العدو وحليفه الأول أمريكا وهو ما جعل هذه الأخيرة تلجأ إلى حق النقض ، لاسيما وأن صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيليّة  تحدثت وفاجأت الصهاينة أنفسهم بحجم الخسائر في غزة و ضخامةِ الهزيمة التي حلّت بالجيش الإسرائيلي وقِيادته بعد شهرين من المجازر وحرب الإبادة والتّطهير العرقيّ

الصّحيفة الأكثر توزيعًا  وانتشارا في الكيان اللعين كشفت أن ما يزيد عن 5 آلاف جُندي إسرائيلي أُصيبوا مُنذ بداية الحرب في السّابع أكتوبر  الماضي، من بينهم 2000 تمّ الاعتِراف بهم رسميًّا كمُعاقين، وأكثر من 58 بالمائة من هؤلاء إصاباتهم خطيرة جدًّا، وغير مسبوقة، وتتطلّب عمليّات بتْرٍ للأيدي والأرجُل علاوةً على أمراضٍ نفسيّةٍ مُتفاقمة، ولا حديث عن القتلى ومن بينهم ضباط كبار

آخر الكلام ..الإدارة الأمريكيّة بزعامة جو بايدن، والدّاعمة سياسيًّا وعسكريًّا وتسليحيًّا للكيان الإسرائيلي، تُدرك جيّدًا حجم هذه الهزيمة، ووقف الحرب يعني الخروج دون تحقيق الهدف والمتمثل في القضاء نهائيا على حماس وذلك حلم لن يتحقق، كما أشارت أمس صحيفة نيويورك تايمز .لذلك  ترى أنه من الضروري منح الجزّارين الإسرائيليين أسابيع أخرى لمُواصلة القَتل والتّدمير على أمَل إكمال المَهمّة الدمويّة واللّإنسانيّة، وهزيمة حركات المُقاومة بزعامة حركة “حماس”، وهي منحة دمويّة بائسة وهدف غير قابل للتحقيق.. وأحرار العالم الذين تتسع دائرتهم أكثر يصرخون اللعنة لإسرائيل وأمريكا ومن يحدو حذوهم .. 

يزيد سلطان