إسبانية وعزلة اليد ..

تعيش إسبانيا عزلة حقيقية بسبب انقلابها المفاجئ بخصوص قضية الصحراء الغربية ،ومدى تأثيراته السلبية على المستويين السياسي والاقتصادي على السواء.

وأفادت تقارير إعلامية غربية ، أن إسبانيا باتت تعيش عزلة كبيرة في المنطقة المتوسطية التي لن تكون قوية من دون الجزائر البلد البترولي و الاستراتيجي الهام ..عزلة اتسعت دائرتها بعد تعزيز الجزائر علاقتها مع إيطاليا ولهث فرنسا لتجاوز الخلافات وبعض العلاقات من جديد ، وهو الأمر الذي لا يخدم مدريد بتاتا في ظل الظروف العالمية الراهنة التي تطبعها الحرب الدائرة بين روسا وأوكرانيا وتبعاتها على الاقتصاد العالمي بالدرجة الأولى .

وبالرغم من التجاذبات الحاصلة والحسابات الجيوستراتيجية بحوض المتوسط، فإن الواقع يقرّ أن الخاسر الأكبر إسبانيا التي عزلت نفسها بيدها من خلال خرجة رئيس حكومتها المفاجئة والغير منتظرة بالنسبة للمتتبعين بالنظر للعلاقات الجيدة التي كانت تربط الجزائر بمدريد قبل ذلك.

الجزائر التي لم تكن تنتظر خرجة بيدرو سانشيز وانحيازه لنظام المخزن، رئيس الحكومة الإسبانية الذي وجد نفسه في عزله من صنع يده ،خاصة بعد الموقف المشرف لأعضاء البرلمان الإسباني ومنظمات وأحزاب سياسية عارضته بشدة وأعربت وقوفها مع الشعب الصحراوي ،ليجد نفسه تحت ضغط شديد داخلي وخارجي.

وضع دفعه إلى لعب ورقة التهدئة مع بلادنا بعد شهر ونيّف من انقطاع القنوات الدبلوماسية بين البلدين، ليعلن رئيس الجهاز التنفيذي الإسباني أول أمس عن أمله في أن يعود السفير الجزائري سعيد موسى إلى منصبه في مدريد في أقرب الآجال ..وقال سانشيز صراحة في مقابلة مع قناة أنتينا 3: " نأمل أن نتمكن على المدى القصيرمن حل هذه المشكلة الديبلوماسية " وكان رد الجزائر التي وضعت تهديداتها لمدريد موضع التنفيذ من خلال إغلاق سوقها أمام المنتجات الإسبانية وتعزيز علاقتها مع إيطاليا لنقل الغاز نحو أوروبا على حساب إسبانيا، يضاف إلى كل ذلك الرد الصارم للمبعوث الخاص المكلف بقضية الصحراء الغربية ودول المغرب العربي بوزارة الخارجية والجالية الوطنية بالخارج ، عمار بلاني يوم الاثنين ، إلى أن عودة السفير الجزائري إلى مدريد "ستحسم بشكل سيادي من قبل الجزائريين في إطار إيضاحات مسبقة وصريحة لإعادة بناء الثقة التي تضررت بشدة".

آخر الكلام ..إسبانيا التي انحازت لخيارات المخزن المستبد عزلت نفسها بنفسها، واليوم ما عليها سوى تحمل تبعات ذلك ،وإن أرادت التهدئة التي يبحث عنها سانشيز،فالقرار ليس بيدها  وسيحسم بشكل سيادي من قبل السلطات الجزائرية "في إطار إيضاحات مسبقة وصريحة لإعادة بناء الثقة المتضررة بشكل خطير على أساس أسس واضحة ومتوقعة ومطابقة للقانون الدولي "

يزيد سلطان