زمن الانبطاح

 

من الواضح تماما، أن الزيارة الأخيرة، التي قام بها رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي، إلى المملكة المغربية الأسبوع الماضي، و على مدى ثلاثة أيام، أظهرت مدى تغلغل الكيان الصهيوني في النظام المخزني على جميع المستويات السياسية و الاقتصادية و العسكرية ـ الأمنية، إلى الحد الذي بات فيه الأمر يتعلق بخطة متكاملة من أجل "صهينة" مُمنهجة لهذا النظام؛ الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء في الانبطاح لشروط و إملاءات القادة الصهاينة في مقابل صفقات الخزي التي يحصل عليها نظير ذلك.

و قد وصل الأمر إلى أداء أغنية باللغة العبرية للجيش الصهيوني، من قبل المغنية المغربية، سناء مرحاتي. و مثلما قال الأمين العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، عزيز هناوي، في منشور له على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، الخميس الماضي، فإن هذه المغنية "انتقلت من المشاركة في أمسيات تطبيعية بغناء الملحون والطرب الأندلسي التقليدي مع صهاينة هنا بالمغرب وهناك في الكيان، إلى أداء أغاني الحركة الصهيونية المؤسسة للكيان ولجيشه"،  باللغة العبرية الفصيحة و ذلك احتفاء بذكرى الكيان الصهيوني بمكتب الاتصال في الرباط. و على حدّ تعبير هناوي، فإنه مع موجة التطبيع الجديدة، فإن المشهد بالمغرب هبط إلى ما هو "أحط من التطبيع الكلاسيكي التقليدي القديم، إلى قاع الصهينة الشاملة والمباشرة".

في مقابل هذا الانبطاح المخزي، يحصل نظام المخزن على صفقات عسكرية، على غرار صفقة طائرات"كاميكازي" المسيرة،و التي يعتزم هذا النظام إنتاجها في المستقبل بدعم إسرائيلي ـ أمريكي مباشر.

هذه الطائرات الإسرائلية  المسيرة " درون"، و التي يصل مداها إلى ألف كلم، وتحمل حوالي 20 كلغ من المتفجرات، ويمكنها البقاء في الجو لمدة تصل إلى سبع ساعات، حصل هذا النظام على دفعة منها، من أجل استعمالها ضد قوات الجيش الصحراوي، أو في أي مواجهة محتملة مع الجزائر. هذه الأخيرة التي باتت تمثل القلعة الوحيدة المتبقية في مواجهة المدّ التطبيعي مع الكيان الصهيوني.

آخر الكلام.. بعد أن تحولت المملكة المغربية إلى قاعدة عسكرية و استخباراتية للكيان الصهيوني، يتعين على الجزائر أن تبقى في حالة تأهب قصوى و أن تكون في جاهزية عسكرية كاملة تحسبا لأي طارئ على حدودها الغربية.

محمد مصباح

............................................