بين غزة وكييف ؟

لماذا قصفت إسرائيل غزة الآن؟ ولماذا قبلت وقف إطلاق النار بسرعة؟ سؤال يجرنا إلى الحديث عن الغطرسة الصهيونية وسياستها الجهنمية في المنطقة ورفضها حتى طروحات السلام التي تقدمها أمريكا وحلفائها الغربيين الغير بريئة ، وربما صمت العرب وهرولة بعضهم للتطبيع شجعها أكثر على عدوانها غير المبرر .

قصف وصواريخ وشهداء، واستهداف للجميع دون استثناء، هذا هو ما يحدث في كل مرة تُعلن إسرائيل فيها عن موجة تصعيد عسكري جديدة تجاه قطاع غزة الذي تحاصره منذ سنوات وتستهدفه مرة بعد مرة، والحجة أمام العالم استهداف مجموعات "إرهابية" تعمل على تهديد أمن وأمان المواطنين الإسرائيليين، في إشارة إلى فصائل المقاومة الفلسطينية، وهي التي تمارس أكبر إرهاب دولة في العالم .

وحتى صحيفة هآرتس الإسرائيلية  نفسها وصت أمس العملية العسكرية الأخيرة في غزة بأنها فشل ذريع للسياسة الإسرائيلية في القطاع، منددة بتكرار هذه العمليات العسكرية، وما ينجم عن ذلك من تعطيل لحياة الإسرائيليين وتحويل حياتهم إلى كابوس شأنهم شأن الفلسطينيين في غزة

ولوقف "مسيرة الحماقة هذه" حثت الصحيفة، في افتتاحيتها لنهار أمس، إسرائيل على تغيير كامل لبوصلتها، مؤكدة أن عليها، أولا وقبل كل شيء، أن تعزز إعادة إعمار غزة وتصدر المزيد من التصاريح لجلب مواد البناء وغيرها من البضائع إلى القطاع، لتحسين الوضع الاقتصادي والمدني في غزة، إذ إن ذلك "مصلحة إسرائيلية من الدرجة الأولى".

الحرب على غزة الصامدة ، والغطرسة الصهيونية تجرنا إلى الحديث عن تعامل أمريكا وحلفائها الغربيين على وجه الخصوص بسياسة الكيل بمكيالين، فيما يجري من أحدث وقتل ،وإلا بماذا نفسر وقوفهم الدائم مع الأوكرانيين ،وصمتهم إزاء ما يجري في فلسطين المحتلة ،وواضح أن بين غزة  الفلسطينية وكييف الأوكرانية قصة وقصة لدى بايدن وماكرون وغيرهم من أقوياء العالم في القارة العجوز تحديدا .

وقد لخص موقف السفارة الروسية  في مصر هذه "الشيطنة "الغربية في ما أصدرته أمس في تغريدة على تويتر ؛حيث أفادت أن :" الغرب قلق من الوضع في أوكرانيا بينما يراقب بلا مبالاة الإسرائيليين يقتلون الفلسطينيين" ، انتقدت السفارة الروسية بالقاهرة موقف الدول الغربية في التعامل مع الحرب الروسية على أوكرانيا والعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.وأشارت إلى أن الغرب يقلق من الوضع في أوكرانيا، بينما يراقب “بلا مبالاة” الإسرائيليين يقتلون الفلسطينيين.

آخر الكلام .. السلام لن يكون من دون الفلسطينيين ولا على حسابهم ، والتذرع بالمنظمة ارهابية لصائل المقاومة صار مفضوحا، لأن منحق الشعب الفلسطيني الدفاع عن أراضيه المغتصبة والوقوف في وجه ظالم حقير ، لا يعرف حتى معنى السلام والعيش في أمان .

يزيد سلطان