اعتداء عبثي سافر

تعرضت قِبلة المسلمين الأولى، ومسرى رسول الله ()، ومهوى أفئدة الأنبياء (عليهم السلام) في هذه الأيام المباركة من رمضان، لاعتداء عبثي سافر من قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي استباحت  مرة أخرى باحات المسجد المبارك أثناء صلاة التراويح؛ اعتدت على المصلين والمعتكفين، ثم قامت بملاحقتهم حتى اقتحمت حرم المسجد،واعتدت على من بداخله، وانهالت على العُزل بأنواع من الضرب والإهانة، ثم باعتقال مئات المعتكفين، إتماماً لخطتها الجائرة بإخلاء المسجد الأقصى من المعتكفين، وإثبات الهيمنة على المسجد والتحكم فيه.حدث كل هذا أمام مرأى ومسمع كبار دول العالم الذين يبدو واضحا أنهم لن يتخلوا عن سياسة الكيل بمكيالين بخصوص ما يشهده العلم من صراعات وحروب .

ما حدث في المسجد الأقصى من تجاوزات خطيرة وظلم مفضوح هو في الواقع دلالة واضحة عن غطرسة الصهاينة وعدوانهم وإجرامهم المتواصل في حق الشعب الفلسطيني صاحب الأرض ، وعلى بغيهم في النيل من مقدسات المسلمين وحقوق الفلسطينيين في العبادة في أهم صرح ديني خلال شهر رمضان الفضيل .

اعتداء سافر وعبثي لن يزيد الأوضاع في الشرق الأوسط إلا تعقيدا، وفي فلسطين بالذات خاصة وأنه ليس من السهل أن يسكت الفلسطينيون إن سكت العالم عن تحدي وغطرسة اليهود ، لا سيما وأن الأمر يتعلق بأكبر رمز مقدس لديهم ،فهم  يدركون أن اليهود قوم لا عهد لهم ولا ميثاق ولا يحترمون مقدسات ولا أعراف ولا قوانين، ويدوسون في كل مناسبة على الحق الديني والتاريخي والحضاري الثابت للعرب المسلمين في المسجد الأقصى المبارك، كما أنه لا يلتزمون بأي اتفاق وسماهم الغدر والخيالة والجبن ونقض المواثيق والعهود .. 

إن الاعتداء على هذا  الحرم الإسلامي العظيم، ليس سابقة من قبل أعداء الدين الإسلامي إذ تعرض للاعتداءات الصليبية لزمن طويل  وخلال الاحتلال الإنجليزي لفلسطين، ومن بداية التأسيس الجائر للكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين الإسلامية حتى وقتنا الحاضر، فالأقصى محور الصراع بين الخير والشر والحق والباطل، وصاحب الأرض والمعتدي الدخيل الطارئ.

الجزائر التي تبقى واقفة وشوكة في حلق الإسرائيليين وكل المطبعين أدانت بأشد العبارات في بيان لرئاسة الجمهورية، إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلية على اقتحام المسجد الأقصى الشريف، واعتداءاتها المتكررة على المصلّين و المعتكفين.

واعتبر بيان الرئاسة أن هذه “الممارسات الإجرامية الوحشية، تمثّلُ تعديّا سافرا على الأماكن المقدسة. وانتهاكًا صارخًا لجميع القوانين والأعراف الدولية”. كما جدّد البيان “موقف الجزائر الثابت الداعم للقضية الفلسطينية العادلة. ولحقّ الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

آخر الكلام .. اليوم لا أحد بإمكانه أن يحاول تغطية الشمس بالغربال سواء داخل أروقة الأمم المتحدة أين تستعمل الولايات المتحدة الحليف الرئيس للصهاينة في كل مرة حق الفيتو في وجه أية محاولة لإدانة هذا الظالم أو خارجها ، كما أنه ليس بإمكان المطبعين  وفي مقدمتهم نظام المخزن الضحك على الذقون.. وعلى شرفاء الأمة العربية والإسلامية أن يتحركوا بقوة إن أرادوا فعلا وضع الصهاينة عند حدهم والانتصار للحق على الباطل .

يزيد سلطان