إلى نوابغ البكالوريا..

تحية تقدير وإجلال واعتراف لنوابغ البكالوريا الثلاثة ، ولكل النجباء الذين أفرحوا عائلاتهم بمعدلات امتياز ، ومن خلالهم إلى كل الناجحين في شهادة البكالوريا ..ولكل مجتهد نصيب..

أغلب المتفوقين في شهادة البكالوريا كل عام هم من البسطاء المجتهدين ، وحفظة كتاب الله ومن الذين لا يعتمدون بتاتا على ما يعرف بدروس الدعم ، بل يجتهدون بالاعتماد على الذات والكد والجد والسهر والمتابعة ، وهو ما يعطي أكله بمعدلات مرتفعة ..

بكالوريا 2024 أخرج لنا ثلاثي من ذهب من وسط وغرب وشرق البلاد أولهم ابن حجوط بولاية تيبازة بمعدل 19.62 لم يسلم من تنمر الجهلة والمتخلفين من عشاق الكيراتين والسراويل الممزقة و"خرطي" الوسائط الإجتماعية ..هذا النابغة حفظه الله وسدد خطاه أعطانا درسا في البساطة والاجتهاد والتركيز على العلم والنجاح لا غير، فكان التوفيق حليفه ليسعد أهله وابناء قريته وولايته ..محمد لمين مقران الذي سخر الكثير من هندامه وطول شعره الغير مصفف وسرواله وحتى على  جزامه وحذائه الأسود العادي جدا صفع جيل "التيك توك" و"التبياش" وقلة الحياء ، وأبان لهم أن الصح في العقل السليم ، والفكر النيّر والنتيجة التي  تسعد العائلة وكل من يقدس العلم والمعرفة في جزائر اليوم        

أما راحب ماريا إيناس صاحبة  المرتبة الثانية وطنيا بمعدل 19.54 علوم تجريبية في ثانوية العقيد لطفي وهران، فهي لا تختلف كثيرا عن صاحب الريادة كانت تتحدث بلغة عربية فصيحة وطلاقة وسلاسة اللغويين الكبار والأجمل هي إتقانها للغة الإنجليزية بشكل جيد وهي في سن الزهور وكشفت أن النبوغ في الرأس وليس في جيل نوميديا لزوم وغيرها من ما يعرف بالمؤثرين ، وهم في الواقع مهدمين وطفيليين لا أقل ولا أكثر.  

والتلميذة أولم وصال جاءتنا من خنشلة  في المرتبة الثالثة بمعدل 19.52 في شعبة علوم تجريبية بثانوية الإخوة عشي بدائرة قايس ولاية حنشلة. هي الأخرى وجهها يملأه الحياء والابتسامة البريئة ، أبانت  أن من يسهر الليالي ينال العلى ، ومن يعشق العلم ويحب الدراسة مآله النجاح الباهر فتحية تقدير لهؤلاء النماذج الناجحة ، ولكل الناجحين وحظ أوفر للراسبين ، وليذهب جيل "صحانة الوجه" و"التيك توك" والتأثير السلبي و التافهين من أصحاب السراويل الممزقة وتحليقات السردوك و"مادام كوراج" إلى الجحيم والتخلف والرداءة والنذالة والنخاسة .. 

آخر الكلام ..بمثل هؤلاء النماذج من نوابغ البكالوريا وغيرهم من الجزائريين الناجحين نفتخر وتحية تقدير وإجلال لهم، هؤلاء لم يتلقوا دروس الدعم  ولم يصرف اولياؤهم أموالا في دروس البزنس، فمزيدا من النجاحات والتألق ..ولمجانين التنمر  والتخلف نقول : "اضحكوا سنرى من يضحك في النهاية؟ ! "

د. يزيد سلطان