معركة الإقناع

عين الجزائر - انطلقت الحملة الانتخابية لرئاسيات السابع من سبتمبر، الخميس الماضي، و معها بدأت معركة "الفرسان" الثلاثة من أجل إقناع الناخبين الجزائريين، داخل الوطن و خارجه بمضامين برامجهم، بما تنطوي عليه من محاور سياسية، اقتصادية و اجتماعية، ضمن تصور كل واحد منهم للمسار الذي سيقود إلى غد أفضل، تتحقق فيه تطلعات الشعب.

معركة الإقناع، التي ستستمر على مدى عشرين يوما من العمل الميداني، من تجمعات شعبية، و لقاءات جوارية، يتم فيها التفاعل مع المواطنين؛ ستكون بلا شك مُضنية تقتضي طول النفس، و القدرة على تجديد الخطاب، و عدم الوقوع في التكرار و الرتابة.

و من الطبيعي، أن يذود كل مترشح عن برنامجه الانتخابي، مستعملا كل الأوراق التي بحوزته، سواء ما تعلق منها بما تحقق من إنجازات، أو ما تعلق منها بالتعهدات التي يقطعها على نفسه أمام الشعب.. من الطبيعي و الحال هذه، أن يقدم كل مترشح نفسه على أنه هو الأنسب، و على أنه هو رجل المرحلة القادمة.

و يبقى من المهم جدا، أن تكون التعهدات قابلة للتحقيق، تستند إلى معطيات واقعية و منطقية، و ألا تكون مجرد وعود انتخابية. و في هذا الجانب بالذات قد يكون للمترشح الحر عبد المجيد تبون ورقة إضافية قوية تتمثل في تعهدات العهدة المنقضية التي نجح في تجسيدها خلال الخمس سنوات الماضية. و هي الورقة التي سيوظفها هو و ممثلو الأحزاب الداعمة له خلال أيام الحملة الانتخابية.

و لا شك أن المترشحين سيتقاطعون في بعض الأولويات المتعلقة بأهمية هذا الاستحقاق لمستقبل البلاد، و بضرورة التوجه إلى صناديق التصويت بقوة. كما أنهم لن يختلفوا حول أهمية الحفاظ على أمن و استقرار البلاد، و تعزيز التنمية و دعم الاستثمار ، و تعزيز جبهتها الداخلية، التي هي صمام الأمان الأقوى ضد أي أخطار قد تحدق بها.

الذي سيميز كل مترشح بكل تأكيد، هو التدابير و الآليات و الخطوات العملية التي سينتهجها لتحقيق برنامجه وفق أولويات محددة. هنا سيكون مربط الفرس، و هنا سيستنتج المواطن المتلقي للخطاب الانتخابي ما إذا كان الأمر يتعلق ببرنامج واقعي يطمح حقا إلى التغيير و تحقيق الأفضل، أم أن ما يقدم له من أفكار هو مجرد وعود وردية.

آخر الكلام.. لعل أهم يقتضيه خطاب الحملة الانتخابية في هذا الاستحقاق المصيري هو الصدق تجاه الوطن والمواطن، والشعب في جميع الحالات سيحسن الاختيار.