عندما تُصبح الجزائر مرجعا في مكافحة الإرهاب

لا يمكن لأحد أن يطعن، أو يقلّل من الدور المحوري و الحيوي، الذي ما انفكت الجزائر تضطلع به في مجال مكافحة الإرهاب و الوقاية منه، على المستوين الإقليمي و الدولي، بفضل التجربة الميدانية التي اكتسبتها و طورتها، منذ سنوات العشرية السوداء، التي كابدت فيها مأساة وطنية مريرة. لا يمكن لأي كان أن ينكر أن الجزائر كانت تحارب الإرهاب، بينما كان الكل يتفرج.

و بعد أن انتصرت الجزائر على هذه الآفة بتضحياتها الجسام، أدرك العالم في أعقاب الهجمات المروعة التي هزت الولايات المتحدة في 11 سبتمبر 2001 ، بأن الإرهاب ظاهرة عابرة للحدود و القارات. عندها فقط تحرك كبار العالم، وتحركت المجموعة الدولية من أجل التصدي للتنظيمات الإرهابية، و تجفيف مواردها.

و لا شك أن الزيارة التي قام بها قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا"أفريكوم"، الفريق أول مايكل لانجلي، إلى بلادنا يوم الثلاثاء، و المباحثات التي أجراها مع الرئيس عبد المجيد تبون، و كذا الفريق أول السعيد شنقريحة ، تظهر بجلاء تام مدى الأهمية التي توليها الولايات المتحدة للجزائر في مجال التعاون الأمني المتعلق بمكافحة الإرهاب و التنظيمات المرتبطة به.

قائد "أفريكوم"، قال عقب استقباله من قبل رئيس الجمهورية،بأن الجزائر تتقاسم بعض المخاوف مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن توسع التنظيمات المتطرفة العنيفة في جميع أنحاء أفريقيا وجنوب الصحراء وتحديدا بمنطقة الساحل".

وأكد على الدور الريادي للجزائر في مكافحة الإرهاب في الماضي والحاضر في جميع أنحاء هذه المنطقة وتحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة الساحل.

وبدوره، أكد شنقريحة لدى استقباله قائد أفريكوم بمقر وزارة الدفاع الوطني، أن الجزائر تواصل جهودها لتعزيز المسعى الإفريقي المشترك لدحر الإرهاب والوقاية منه ورفعت العديد من المبادرات لتعزيز آليات التعاون الأمني الإفريقي".

 

وتقيم الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية حوارا عسكريا مشتركا منتظما في إطار التعاون الدفاعي الثنائي المستمر، كانت آخر دوراته في واشنطن العاصمة مطلع ديسمبر الماضي. وركز الحوار العسكري المشترك.

وتمثل المسائل الأمنية في القارة الإفريقية، التي تهتم بها قاعدة أفريكوم، مصدر انشغال جزائري، عبّر عنه الرئيس تبون في كلمته الأخيرة للمشاركين في الاجتماع نصف السنوي السادس للاتحاد الإفريقي في العاصمة الغانية أكرا، حيث دعا إلى إيجاد حلول إفريقية لمشاكل القارة السمراء في ظل الأزمات وحالات الاستقطاب التي يعيشها العام، وشدد ضرورة إصلاح مجلس الأمن وإزالة الظلم التاريخي الواقع على القارة الإفريقية بحرمانها من مقعد دائم في هذه الهيئة الأممية المؤثرة في القرار الدولي.

 

آخر الكلام..تتولى الجزائر حاليا رئاسة "قدرة إقليم شمال إفريقيا"، أحد المكونات الخمسة للقوة الإفريقية الجاهزة، وهي تواصل مثلما أكد الرئيس تبون، جهودها من أجل تعزيز الجاهزية العملياتية لهذه الآلية الإقليمية وتمكينها من تقديم مساهمة فعلية وفعالة في حفظ السلم والأمن في إفريقيا.

 

محمد مصباح