التراخي ممنوع..

عندما يقول رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون  :" انه سجل تراخيا في عزيمة العمل لدى البعض، آمرا باستفاقة الجميع وتحديد المسؤوليات، وفاء للمهام الموكلة إزاء المواطن الذي ينبغي أن يكون الشغل الشاغل لكل موظف عمومي." فهو يدرك جيدا أن الأمور لا تسير على أحسن ما يرام بخصوص متطلبات المواطنين الراغبين أساسا في تحسين ظروف معيشتهم والرفع من قدرتهم الشرائية وتحقيق آمالهم وتطلعاتهم في جزائر جديدة، يكون فيها المسؤول بالفعل في خدمة الوطن والمواطن حقا وحقيقة. .

الواقع يقرّ ، وهذا لا يخفى على أحد أن رئيس الجمهورية جسد وعوده في العهدة الأولى ، خاصة في ما يتعلق بترقية المواطنة وفتح آفاق واسعة للتشغيل والاهتمام المتزايد بالتعليم والبحث العلمي وتشجيع المواهب في شتى المجالات ، واليوم وبعد انتخابه لعهدة ثانية هناك آفاق أوسع لتحسين وضع المواطن وجعله يحسّ بالفعل ان هناك تحسنا على كافة المستويات ، لاسيما في الشقين الاجتماعي والاقتصادي، وهو ما يستدعي من المسؤول أن يكون أهلا للثقة اليت وضعت فيه ، ,أن يكون المواطن الشغل الشاغل لكل موظف ..

الواقع أيضا يقرّ أن هناك بالفعل نقائص ، وهناك الكثير من المسؤولين، للأسف لا يزالون يفكرون بعقلية تجاوزها الزمن في الجزائر الجديدة، فتراهم يعرقلون التنمية أكثر من خدمته ويزيدون من تعقيد أمور المواطن أكثر من خدمته أيضا ، والأصل أن يكون المسؤول في خدمة المواطن ينصت لانشغالاته، ويجد حلولا لشكاويه، ويقنعه على الأقل عندما يقصده لأمر ما .. فهل من المعقول مثلا أن يحرم اليوم تلاميذ في مؤسسات عديدة عبر الوطن من الإطعام المدرسي ، خاصة في المتوسطات والثانويات بحجج واهية والرئيس أمر بأن يوفر الإطعام لكل المتمدرسين ؟ وهل من المعقول أيضا أن يتعب المواطن في استخراج وثيقة ما من مرفق عمومي ونحن في عصر الرقمنة ؟ وهل من المعقول أيضا أن يغلق الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي بابه في وجه المواطن؟ وهل  من المعقول أن تكون الرقابة غائبة في الضرب بيد من حديد ضد كل من يتلاعب بلقمة عيش المواطن ؟ ولو أن هناك بعض التحسن في هذا المجال، رئيس الجمهورية عندما يأمر الحكومة بتوخي أعلى درجات الحذر ومن خلالها كل الهيئات الرقابية بما فيها الأمنية وتكثيف الرقابة ورفعها إلى مستوياتها العليا بوضع المنتجات الغذائية والفلاحية والأدوية، أولوية الأولويات يدرك أيضا أن هناك خلالا ونقائص يجب أن تزول .

آخر الكلام .. المسؤول وجد أصلا لخدمة الوطن والمواطن ، وأن تكون عينه عليهما لا غير ، وأي تراخِ يجب أن يحاسب عليه صاحبه من منطلق أن المسؤولية تكليف قبل أن تكون تشريفا .فمن يندمج في قطار الجزائر الجديدة الطامحة للرقي والاستقرار والتطور وخدمة الوطن فالمواطن فهو كذلك ، ومن يتراخى ، لا يحوز على عزيمة ونية صادقة فما عليه ،إلا أن يحزم حقيبته ويغادر حتى لو كان وزيرا أو واليا أو مسؤولا في أي منصب يشغله .. 

د.يزيد سلطان